يسعى كل الأولياء إلى تربية أبنائهم أحسن تربية, لإنشاء جيل سوي يمكن
الإعتماد عليه مستقبلا, مبني على المبادئ الحسنة والصفات الحميدة من تعاون, امانة
وصدق, كما و تنعدم فيه الصفات الرذيلة من الكذب و الغش والانانية...إلخ.
فكيف يمكننا نحن الأولياء المسؤولون غرس المعتقدات الإجابية في
أبنائنا و تغيير السلوكات السلبية فيهم؟
في هذه المقالة نقدم لكم الحل لتساؤلاتكم, ألا وهو التربية الذكية.
مفهوم التربية الذكية
هي أن ينتهج المربون أساليب جديدة تتماشى و العصر الحالي, على أن
يتخلوا من الأساليب القديمة و التقليدية من تسلط و عنف, ويتبنوا أسلوب الحوار
والإحترام المتبادل و الحب.
فالتربية تعتبر عمل إنساني و ظاهرة إجتماعية تؤدي بالنهوض لا بفرد
بوحده, وإنما لمجتمع بأسره, فمفهوم التربية يمكن ان يتغير من إلى آخر, لأنه يتاثر
بثقافة الفرد, بيئته المعيشية, إعتقاداته الشخصية و ما إلى ذلك من عوامل كثيرة,
لكن جوهر التربية و لبها يبقى واحدا لا يتغير, وهو بناء فرد سوي ذو شخصية مستقلة
مبنية على مبادئ أساسية, يمكن له أن يفرق بين الخير والشر, وبين الضر و النفع.
و صفة الذكية يتجسد في كيفية التعامل مع الطفل, فالذكاء يتجلى في تحدي
وضعك الرآهن, في طريقة تواصلك, في حلمك و صبرك. فمعرفتك لطريقة الصحيحة و المناسبة
للتصرف في الوقت و المكان المناسب و ضمن الضروف الرآهنة لحل مشكلة معينة فهذا ما
ندعوه بالذكاء.
خطوات التربية الذكية في في غرس المعتقدات الإيجابية
الخطوة الأولى:
إبحث عن أمثلة و أدلة حقيقية لصفة التي تريد أن يدركها الطفل و يتحلى
بها في واقعه, ثم عليك تنبيهه إليها, مثال على ذلك صفة المشاركة, كقولك له ما ألطف صديقك
فهو يشارك معك ألعابه, فسيتنبه الطفل إلى هذه الصفة و بالتالي سيحاول بالتأكيد
التحلي بها.
الخطوة الثانية:
أخبره مباشرة بالصفة التي تريد أن تغرسها فيه, مع توضيح مفهوم الصفة
بأسلوب طفولي يمكن للطفل أن يفهمه, مع ذكر الأثار الحسنة التي تتركها في نفوس
الآخرين, وكيف أنه هو المستفيد الأول منها, كقولك له أن الصدق صفة حميدة فعليك
بالصدق يابني, فسوف تصبح محببا بين الناس و موضع ثقة.
الخطوة الثالثة:
صف
إبنك بهذه الصفة صراحة و إمدحه, فسوف يستشعر أهميتها و تشجعه على أن يتحلى بها
مستقبلا.
1.الحوار:
و يكون مباشرا بينك وبين إبنك فقط, مع إختيار المكان و الوقت المناسب
لتمرير الرسالة, خاصة وقت قبل نومه ففيه يكون الطفل قابل للإستماع لك بصفة جيدة
كما يكون ذهنه قابلا لترسيخ الفكرة بشكل أفضل.
2.تحدث في غير وجوده بحيث يسمعك:
إنها حيلة رائعة لما لها من تأثير مبهر على الطفل, و ذلك بحيث تتحدث عنه
مع فرد من العائلة إما بمدحه أو إبداء
قلقك من تصرفاته بحيث يسمعك الطفل, و اللجوء إلى هذه الطريقة بالذات يكون ناجحا في
حال الطفل العنيد الذي يرفض تلقي الأوامرأو عدم الإنصات و الإستماع بصفة مباشرة
للوالدين, بحيث يعتبر الأمر توبيخا له و نقدا في شخصيته.
3.أكتب له في ورقة و ضعها في مكان يراها فيما بعد:
و هذه الطريقة لها صدا كبيرا بمدى التأثير في الطفل, فسوف يشعر عند قراءته
للملاحظة التي كتبتها له عن سلوكه أنك معه تراقبه في كل مكان وزمان.
و يجب عزيزي القارئ ألا تنسى أن الحب هو التعامل الرئيسي المساعد على
تغيير إبنك نحو الأفضل, كما و أن الحب أفعال بالدرجة الأولى قبل أن يكون أقوالا, فكلما
حسن فعلك وجدت حسن فعل متبادل و حبا متزايدا من الطفل نحوك, وقابلية الإمتثال لنصائحك
تكون أكبر.
بعض قواعد التربية الذكية لتغيير سلوك أبنائك
1.حدد السلوكيات السيئة:
ضع قائمة السلوك السيئة في إبنك و التي تريد تغيرها مستقبلا.
2.ضع لائحة القواعد والقوانين:
·
يجب
ترتيب الغرفة قبل الخروج منها.·
يجب
النوم في الساعة المقررة.
·
ممنوع
مشاهدة التلفاز أكثر من ساعة في اليوم .·
يجب حل
الواجبات المنزلية في الساعة المحددة ...إلخ.3.إختيار العواقب المناسبة لإبنك في حال عدم
تقيده بالقواعد:
إمنعه من شيء يحبه: عدم قراءة قصة قبل النوم, عدم التنزه ....إلخ.
4.ضع جدول القواعد والعواقب:
قاعدة اليوم: | |||
عدد | 1 | 2 | 3 |
العواقب | ممنوع من | ممنوع من | ممنوع من |
فيعاقب الطفل في حال مخالفته للقاعدة اليومية, وتزيد العقوبات كلما
زادت المخالفات, فيتوجب عليك تنفيد العقوبات فلا تتأثر ببكاء الطفل و لا تضعف أمام
عناده, فإذا حدث و فعلت ذلك فسيشعر الطفل أنه تغلب عليك ببكائه وأنه سوف يخالفك
مرة أخرى و سيلجؤ لنفس الأسلوب, فعليك أن تكون صارما معه وتبين له مدى جديتك في
الأمر, في حال عدم مخالفة الطفل لقاعدة اليوم, تكافئه بنجمة تعلقها له بجوار جدول
القواعد والعواقب, و بمرور الأيام إذا حصل الطفل على عدد معين من النجوم تكافئه
بهدية يريدها.
بعض النصائح الهامة لتربية ذكية:
1. حدد السلوك السيء بالضبط وما تنتظره من الطفل .
2. حاول تحسين الطفل شيئا فشيئا أي سلوك بعد سلوك لا دفعة واحدة.
3. بين له كيف يمكن له تحقيق التغير.
4. إبحث عن سلوكاته الجيدة و مدحه لأجلها (لا تمدحه لذاته بل لحسناته),
فلا تركز على مساوئه فحسب.
5. إجتنب إستعمال العنف و إستعمل تقنية اللعب لتمرير الرسالة.
6. لا تسلط رأيك عليك قبل السماع لوجهة رأيه.
7. كن حاضرا مع إبنك و ذلك بمتابعة تصرفاته بإهتمام.
8. لا تذكره بأخطاء الماضي.
9. لا توجه لإبنك أمر أو نهي و أنت في حالة غير طبيعية ( غضب, تعب أو
توتر).
10.
أعطه المثال و القدوة الحسنة و إنقله للمستقبل