لسنوات طويلة، ظلت "عملية التدليك" ترتبط بالمحرمات في الثقافة الشعبية المصرية والعربية بوجه عام، وإن فلتت "عملية التدليك" من تهمة الحرام، فإنها تقع في فخ وصفها بأنها "للأثرياء فقط"! في المنتجعات الصحية ومصحات الجاكوزي والساونا.
ربما تأثر وعي الشباب بالأفلام القديمة التي ظهر فيها رجال الأعمال المتوحشين و/ أو السفاحين القتلة وهو يطلقون الأوامر لتابعيهم لقتل الناس وهو يحصلون على تدليك مريح، أو يرتدون المنشفة بعد قضاء جلسة جاكوزي أو ساونا.
أهمية التدليك
رغم ما سبق، فإن التدليك له أهمية كبيرة على الصحة العامة، سواء كانت أهمية بدنية أو نفسية، بالإضافة لفوائد مذهلة للتدليك على البشرة، تجعل من الضروري على المرء أن يتعلم، كيف يقوم بعملية التدليك بشكل جيد.
الجانب الأكثر أهمية هو التعامل مع مدلك جيد يمكن اعتباره معالج نفسي مناسب، فهو يتكلم معك في أفضل الأوقات، وإذا لم يكن كذلك، فهل هذا الشخص تشعر بالراحة معه في صمت؟
يعد المُدلك، معالج نفسي في المقام الأول، حيث يقوم بتهدئة أعصابك وتسترخي بشكل كبير، فيحقق هدف المعالج النفسي بتهدئة الأعصاب، وتقليل التوتر، وقد يصل الأمر إلى تخفيض حدة الاكتئاب عند بعض المصابين بأمراض نفسية.
اعتبارات مكان ونوع التدليك
من الأمور المهمة عند القيام بالتدليك، اختيار نوع مناسب، يساعدك على تحقيق أهدافك، سواء كان تدليك سويدي يتم فيه استخدام الفرك الطويل وحركات العجن والضغط اللطيف، وحركات دائرية عميقة، مع الاهتزاز والنقر لمساعدتك على الاسترخاء والراحة التامة.
أو التدليك العميق، والذي يتم فيه فرك الجسم بشكل أكثر بطئًا وقوة لاستهداف الطبقات الأعمق من العضلات والنسيج الضام، وعادةً يُساعد هذا الأسلوب العضلات المتضررة من الإصابات.
أو التدليك الرياضي، وهذا النوع مشابه للتدليك السويدي، ولكنه مُخصص للمشتركين بالأنشطة الرياضية للوقاية من الإصابات وعلاجها.
مكان التدليك
من الاعتبارات الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار، سواء كان المنزل أو صالون التجميل أو الصالة الرياضية هو اعتبار آخر.
في الواقع لا يفضل أن يتم التدليك في المنزل، لأنه قد ينتهي في كثير من الأحيان بحالة من عدم الراحة أو عدم الاسترخاء، حيث أنه في الغالب لا تكون هناك تجهيزات كاملة للقيام بعملية التدليك، كما أن الخروج من أجل عملية التدليك سواء في صالون التجميل أو مراكز الجاكوزي والساونا، يعمل على ترتيب عمليات الاسترخاء، ويزيد من التركيز المطلوب من أجل الوصول لحالة الراحة كاملة، سواء من حيث الديكورات أو التزيين.
الراحة مع الجسد
الشيء الأخير هو أن تصبح مرتاحًا مع جسدك، فمهما كان المُدلك، حاذق في مهنته، فلابد أن تكون حركاته مناسبة وليست مثالية، للجسم، بمعنى أن تكون الحركة مريحة للجسم، تشعر معها بالراحة.
وهنا ينصح خبراء التدليك بأنه إذا كنت تشعر بأي ألم في أي حركة خلال حركات التدليك، فإنه يجب التوقف فورًا عن ممارسة التدليك، أو على الأقل استبدله بأنواع أخرى، قد تكون أكثر راحة بالنسبة لك.
الخلاصة
في الواقع التدليك عمره آلاف السنين، ومر على كثير من الثقافات والقارات، لذلك يجب أن يكون هناك شيء فيه يجعله ثابت على مدار تلك المدة.
أنا لست من محبي الادعاءات والمزاعم الطبية الكبرى، ولكن لا توجد أيضًا ورقة مراجعة من قبل الأقران حول لماذا يوفر التدليك الراحة والاسترخاء للجسم بشكل فوري، ولا أشك في ذلك.