يظهر التحرش الجنسي بالنساء في أبرز صوره، في الأماكن التي يحدث بها الاختلاط بين الجنسين، خاصة في الصالات الرياضية المختلطة.
رغم أنه لا توجد في الغالب صالات رياضية ( الجيم ) مختلطة بين النساء والرجال في العالم العربي، حيث يندر وجود مثل تلك الصالات في ظل التحفظات الشرقية التقليدية، إلا أنها تنتشر بشكل واضح في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
مضايقات النساء في صالات الجيم
وتنتشر مضايقات النساء بشكل واضح في صالات الجيم، حيث تقوم الفتيات بتمارين بدنية قوية، قد تثير حالات من السخرية والتنمر عند الرجال المشاركين في تلك الصالات، بالإضافة إلى ارتداء الفتيات ملابس خفيفة في الغالب قد تدفع الرجال للتحرش الجنسي بهن.
و يمكن تعريف المضايقات للنساء في صالة الجيم بأنه عبارة عن سلوك ضار ينكر على المرأة فرصة الوجود في الأماكن العامة، فهي ليست مجرد إزعاج معتاد، أو حالات تحرش قد تتعرض لها النساء في الأماكن العامة، بل هي سلوك ضار ينكر على النساء فرصة ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على الجسم الصحي.
أمثلة لمضايقات النساء في الجيم
مضايقات النساء في صالات الجيم تتضمن التنمر الذي قد يكون من الرجال الذين يدربون النساء أو المضايقات التي تتضمن إساءة جنسية.
تبرير أفعال الرجال
لا يعتبر البعض المضايقة الجنسية أو حتى التنمر من الرجل أمر غير طبيعي، حيث ترتفع مستويات الهرمون الذكوري ( التستوستيرون ) لأعلى مستوياته خلال التمارين الرياضية وهو ما قد يؤدي إلى أفعال متطرفة نوعا ما.
لكن وإن كان هذا يفسر ما قد يحدث من تحرش جنسي، فإنه لا يبرر حالات التحرش ولا يمنحها عذر مقبول.
التحرش الجنسي الأكثر رقة
وحتى أشكال التحرش الأكثر رقة يمكن أن تكون مزعجة أيضًا. تقول الدكتورة بيانكا فلبورن من جامعة ملبورن: "هناك مجموعة من السلوكيات التي تشكل مضايقة".
من بين تلك الأمور، التحديق في شخص ما، والتعليقات الجنسية، ومحاولة إشراك شخص ما في محادثة غير مرغوب فيها أو لمس شخص دون موافقته"
تقول فايلبورن إن النساء سوف يعدلن سلوكهن لتجنب مضايقاتهن: لن يذهبن إلى الجيم إلا في أوقات معينة، أو يتجنبن أقسام في الجيم مثل قسم تمارين الأوزان، والتي عادة ما يهيمن عليها الذكور على عكس أقسام التمارين الهوائية، الخفيفة نوعا ما والتي يمكن أن يتشارك فيها الرجال مع النساء.
وتتمثل حالات التحرش الأكثر تطرفا، في الحالات التي يحاول فيها الرجال الاختلاء بالنساء في الأماكن المغلقة مثل الساونا أو غرف تغيير الملابس.
وقد يصل الأمر كما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقريرها عن حالات التحرش الجنسي بالنساء في الصالات الرياضية إلى مواصلة المضايقات والاساءات الجنسية خارج الصالة الرياضية.
كيفية الوقاية من تلك المشاكل؟
البداية، يجب أن تكون من الفتاة نفسها، والتي يفضل أن تختار صالة جيم لا يوجد بها اختلاط، سواء خلال التمرين نفسه، في أماكن وغرف تغيير الملابس أو حتى أماكن الراحة.
الحل الثاني يتمثل في ضرورة الاهتمام بالمظهر اللائق والابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤدي بالفتاة أن تكون ضحية للتحرش الجنسي.
من بين الأمور المتاحة للنساء، التدريب في مجموعات مع صديقة أو زميلة أو التدريب في أجواء مفتوحة، مع الاعتماد على التمارين الهوائية الخفيفة والتي يمكن أن تساعد في تقوية العضلات، بغض النظر عن الاعتماد لى تمارين الأوزان الثقيلة.
من بين التمارين الهوائية التي ينصح بها لتقوية العضلات، تمارين القرفصاء، تمارين الجري في المكان، وتمارين المشي.