هناك اختلاف كبير جدا بين مفهوم القيلولة والنوم فلكل منهما مميزات ودوافع فالنوم مخصوص عموما بوقت الليل الطويل إلى الفجر أما القيلولة فهي من وقت القائلة أو منتصف النهار ويختلف وقت القيلولة باختلاف طبائع الناس وعاداتهم فمنهم من يقيل قبل منتصف اليوم أي قبل ساعة الظهيرة تقريبا في حدود الساعة العاشرة والنصف إلى الحادية عشر والنصف وآخرون يقيلون بعد الغداء والصحيح أن من يحدد وقت القيلولة هو العقل والجسم وليس اختيار الشخص ، فهناك من يستيقظ باكرا ويقوم بأعمال مجهدة فإذا ما اقترب وقت الظهيرة بدأ يشعر بالنعاس والإرهاق، هذا النوع من الأشخاص يجب عليه فورا أن يقيل أو يرتاح في هدوء وسكون حتى يتمكن من استعادة نشاطه، بينما آخرون يستمرون في أعمالهم بجهد ونشاط إلى ما بعد الظهر فإذا تناول وجبة الغداء بدأ يشعر بالنعاس والإرهاق فيقيل.
المدة الزمنية للقيلولة
إن القيلولة ليس نوم تقليدي فالنوم شيء آخر مختلف تماما عن القيلولة ويخطئ كثير من الناس عندما يقول سأنام بعد الظهر والصحيح أنه سيقيل ، والقيلولة هي مجرد غفوة لا تتجاوز مدتها القصوى العشر دقائق فقط وربما أقل من ذلك لدى الكثير من الناس وهذه المدة كافية تماما لإعادة تشغيل نظام الجسد والعقل في جسم الإنسان وقد يكتفي البعض بوضع رأسه بين يديه على الطاولة ثم يغفوا لعدة دقائق لينتبه بعدها وهو بكامل نشاطه وحيويته ، وهذا المفعول السحري للقيلولة مرتبط ارتباط وثيق بحالة الإرهاق والنعاس للجسم، فلا يمكن أن يعاد تشغيل وظائف الجسد إلا بعد الشعور بالنعاس الشديد ثم الغفو وفقدان الإدراك لدقائق معدودة ثم النهوض.
تحول القيلولة إلى نوم عميق
الكثير من الناس ينام بعد الظهر ولا يقيل أن أنه يستغرق في نومه ساعتين أو ثلاث وربما أكثر ثم يستيقظ منهك الجسد يشعر بالتعب الشديد والكسل والرغبة الجامحة في مواصلة النوم وربما شعر بالصداع والكآبة وفقد حيويته ونشاطه ويحتاج بعدها لمدة ساعة أو ساعتين ليعود لوضعه الطبيعي.
ومن هنا وجب التفرقة بين النوم والقيلولة فكلاهما شيئان مختلفان تماما وأحدهما نقيض الآخر ويمكن القول أن القيلولة هي حالة وسطية بين النوم والنهوض فالشخص المقيل لا هو بنائم ولا هو بصاحي وهذا هو التوصيف الصحيح والدقيق لمفهوم القيلولة.
ملاحظة :
قد يشتكي البعض ويقول أنا أحاول أخذ قيلولة بسيطة ولكن بمجرد أن أضع رأسي على المخدة أغرق في نوم عميق ولا استيقظ إلا بعد العصر فما الحل.
الحل بسيط جدا وكل ما عليك هو إتباع الخطوات التالية:
أولا : لا تستلقي على السرير أو الفراش بل خذ قيلولتك وأنت في وضع الجلوس سواء بمجرد الاسترخاء على الكرسي أو الكنبة مع الاحتفاظ بوضع الجسم القائم أو أن تضع يديك على الطاولة واضعا رأسك بينها فهذه هي الأوضاع الصحيحة للقيلولة السليمة أما التمدد الكامل على الفراش أو السرير ففي الغالب يسبب نوم عميق وليس مجرد قيلولة.
ثانيا : استجب بشكل سريع لدافع النعاس والإرهاق في اللحظة التي تراودك فيه ولا تؤجلها فبمجرد شعورك بالنعاس حاول أخذ قيلولة أو غفوة بسيطة ولا تستمر أبدا في أداء أعمالك والقيام بنشاطاتك تحت تأثير النعاس والشعور بالإرهاق فقد يتسبب ذلك في حدوث بعض المشكلات خصوصا إذا كنت تقود سيارة.
ثالثا : اضبط منبه ساعتك أو جوالك إن لزم الأمر لمدة عشر دقائق أو أقل فهذه المدة كافية وزيادة كما أسلفنا ومن الأفضل لك أن تقطع غفوتك بصوت المنبه وتستيقظ أفضل من أن تغرق في نوم عميق وتستيقظ بعدها منهك الجسد لا تقوى على شيء.