النظام الغذائي لمريض السكري فى رمضان

يحتفل هذه الأيام المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها بشهر رمضان الكريم، وتبرز مظاهر الإحتفال بتطبيق الأمر القرآني بالصيام " الإمتناع عن الطعام والشراب والشهوات"منذ الفجر وحتى دخول الليل إلى جانب الإهتمام بالصلاة وقيام الليل، ويعتبر البعض الصيام بمثابة فرصة لضبط النفس والتخلص من العادات الغذائية السيئة، ولكن قد يشكل عبئاً عند بعض المرضى ومنهم مرضى السكري خاصة الذين يبذلون مجهودات كبيرة فى عملهم تتطلب منهم جهد عضلي كبير.  

يلزم من مريض السكري أن يكون شديد الحرص في الصيام وأن يتبع نظام غذائي صحي يساعده على الصيام والقدره على قيام الليل، ولكن لابد من إتباع بعض الإرشادات الهامة حتى لا يحدث أي مشكلات صحية، وأول هذه الإرشادات هو الأخذ بالرخصة القرآنية التى تسمح بالفطار للمرضى الذين لا يستطيعون مواصلة الصيام على أن يقوم المريض بإعادة صيام هذه الأيام فى الأوقات التى يكون له المقدره عليها.

ويتحتم على مريض السكر أن يسأل الطبيب المختص أولا قبل الصيام إذا كان حالته الصحية تمكنه من الصيام أم لا، وفى حال إذا كان بإمكانه السيطرة على نسبة السكر فى جسده ويمكنه الصيام فيجب عليه أن يقوم بتأهيل جسده للصيام بأن يسير على نظام غذائي معين يعود جسده عليه قبل رمضان بيومين حتى لا يصاب بصدمة.

ويمنع على مرضى السكري من النوع الثاني بالمراحل المتقدمة الصيام، وكذلك المرضى الذين لا يستطيعون السيطرة على معدل السكر وعدم قدرتهم على ضبطه وتتجاوز قراءته 300 ملغم/ ديسيلتر، بالإضافة إلى أنه يجب الإفطار للحامل والمرضعه والأطفال المصابين بالسكري، ومريض السكري من النوع الأول الذي تزيد عدد الجرعات الأنسولين عن 3- 4 جرعات أو من يستخدمون مضخة الأنسولين، ومرضى السكري المصابين بأمراض مزمنه مثل القلب والكلى والسرطان، ومن حدث لهم نوبة إنخفاض كبيرة فى السكر بالدم قبل شهر رمضان، أو من أصيب بغيبوبة كيتونية قبل شهر رمضان بثلاثة أشهر تقريبا، ومرضى السكري الذي يعملون فى مهن شاقة وتلزم منهم مجهود كبير أثناء الصيام.

الإفطار وتعليمات الطبيب


 وفى حالة سماح الطبيب المختص لمريض السكري بالصيام، فعليه إتباع بعض الإرشادات وأن يحظر تناول الوجبات التى تحتوى على نسبة سكريات عالية، وألا يقوموا بتناول وجبة الإفطار مرة واحدة وإنما يجب تقسيمها حيث يجب لإفطار فور سماع الآذان على تمرة أو أثنين دون الإكثار عن ثلاث حبات تمر حجم صغير مع كوب من الماء، وإستبدال العصائر بحبة فواكة كاملة أو كوب من العصير الطازج غير المحلى، ثم تناول حساء من الشوربة وأداء صلاة المغرب ثم يعقبها بتناول وجبته الرئيسية التى يحاول فيها أن يبتعد عن الدهون والسكريات والكربوهيدرات البسيطة ويفضل أن يتناول الكربوهيدرات المعقدة بدلا من البسيطة كتناول الخبز الأسمر بدل من الأبيض، وتناول اللحوم والدجاج المشوية أو المسلوقة. ويجب على مريض السكري تجنب الأطعمة المالحة مثل (المخللات، اللحوم المدخنة، وصفات الحساء الجاهزة،المكسرات المملحة).والأغذية الدسمة والعالية بالدهون والمقالي مثل (منتجات الحليب الدسمة،الزبدة، السمنة، القشدة،الدهون،جلد الدجاج) والمشروبات التى تحتوي على الكافيين كالمشروبات الغازية والقهوة والشاي، كما أنه يجب أن يقوم مريض السكري بشرب كمية كافية من المياه لا تقل عن ثماني أكواب يتم توزيعها طوال اليوم، إلى جانب تجنب شرب كمية مياة كبيرة مرة واحدة عقب الآذان حتى لا يجهد الكلى إنما ينبغي أن يشرب كمية مياه كثيرة يتم توزيعها طوال فترة الإفطار من المغرب للفجر، ويمكن لمريض السكري إختيار الحلويات الصحية، كالبوظة قليلة الدسم أو القطايف المشوية والمحشوة بالجوز أو بالجبنة قليلة الدسم.

وحتى يتمكن المريض من تقسيم وجبتي الفطور إلى ثلاث وجبات، فبإمكانه الإعتماد على هذا النظام ويقوم بتبديل العناصر الغذائية المشابه والتى تحتوى على نفس السعرات الحرارية، ففي الوجبة الأولى بعد الفطار مباشرة يتناول (حبة فاكهة مثل حبة تمر أو 17 حبة من العنب، كوب من اللبن، طبق من الحساء، سلطة خضار، الحبوب الكاملة مثل "البرغل والفريكة والأرز البني والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة").

ويتناول الوجبة الثانية بعد ذلك بساعتين أي بعد الإنتهاء من صلاة التراويح والتى تتكون من (طبق رئيسي يحتوي على اللحم الأحمر،مثل الدجاج أو السمك المشوي مع الحبوب الكاملة والخضروات المطبوخة،سلطة خضار،كوب من اللبن). ثم بعد ساعتين أخريين أي بعد أربع ساعات من الوجبة الأولى يتناول( نوع من الفواكه،القليل من المكسرات،نوع من المسليات الصحية مثل: الفشار، الذرة الصفراء، السحلب، المهلبية أو القطايف المحشوة بالجوز أو الجبنة التي تحتوي على 5% دسم).

وجبة السحور:


وفيما يخص وجبة السحور، فيجب على المريض أن يحاول تأخير وجبة السحور إلى وقت قريب من الإمساك وأن تكون الوجبة شاملة لكافة العناصر الغذائية، والتركيز على البقوليات لأنها تحتوي على البروتين والألياف كالفول مع وضع معلقة من زيت الزيتون عليه والإبتعاد عن تناول المقالي مثل الطعمية والبطاطس المقلية، وتناول مصادر البروتين الجيدة قليلة الدهون مثل الجبن القريش، وتجنب تناول الموالح والمشروبات المدرة للبول التى تحوي الكافيين مثل القهوة والمشروبات الغازية.

وينصح الدكتور أحمد محمد نوح، أستاذ الباطنة والمناظير، بضرورة فحص نسبة السكر بانتظام لأن التغييرات الجذرية في عدد ومواعيد الوجبات وطبيعة الغذاء في رمضان، تؤثرعلى السكري والصيام، لذا فيجب إجراء الفحص الذاتي للسكر قبل كل وجبة وبعدها بساعتين، للتأكد من أن النظام الغذائي والدوائي الذي تتبعه ملائم لك. ويجب مراجعة الطبيب المعالج حال ملاحظة ارتفاع أو هبوط في مستويات السكر في الدم مقارنةً بالمعدل الطبيعي الخاص بكل مريض سكري سواء من النوع 1 ومن النوع 2، ويجب أن يتوقف مريض السكري فوراً عن الصيام إذا هبط مستوى السكر لأقل من 70، أو ارتفع لأكثر من 300.






  • Share

    • 1489
    • 2,438