الوشم أو التاتو: 6 أضرار و 6 فوائد والاحتياطات الواجب اتخاذها عند عمل الوشم


بات الوشم شائعاً في مجتمعاتنا العربية خاصة بين النساء والشباب ، والغريب أن الوشم بعد أن كان تراثاً من الأجداد، و كان مستهجناً من قبل الكثيرين لكنه بات هذه اللحظة شيئاً محبباً وشائعًا بين الشباب وذلك محاولةً منهم في تقليد الغرب ولتقليد المشاهير، و كنوع من التقليد الأعمي تسعي السيدات لاتخاذة كمكياج دائم، فتقوم برسم حاجبيها أوعيونها ككحل دائم، أو حتي تصبغ شفتيها به، وأيضا الشباب والمراهقون  يرسمون  صوراً مختلفه علي جلدهم وأجسامهم مقلدون لفناني الغرب ومشاهيرهم وحتي كتقليد لبعض فناني العرب  ، فمن أشكال انتشار الوشم إننا نري في بلد مثل الولايات المتحدة الامريكية الأمريكية قد خصصت لذلك الشأن قسماً خاصاً في كلياتها علي اعتباره فن، وعلي الرغم من هذا فإن ذوي الخبرة والتخصص يحذرون من مخاطر هذا السلوك.




ما هو الوشم؟ وكيفية عمله؟



الوشم هو علامة مستدامة أو تصميم يتم على الجلد باستخدام ألوان وأصباغ يتم إدخالها بواسطة الغرز في الطبقة العليا من البشرة، عادة يستعمل الفنان الوشم بآلة الخياطة “إبرة الخياطة”، فيقوم بثقب البشرة مراراً وتكراراً بالإبرة . مع كل ثقب بالإبرة يتم إدخال قطرات الحبر الضئيلة، تلك العملية – التي تحدث دون تخدير قد تؤدي لنزيف قليل وهذا ما كانت تفعله الجدات في السابق لكن حالياً اختلف الأمر وتم استحداث آلات أقل إيلاما




هل للوشم أضرار؟

مايو كلينيك أجرت دراسة علمية عن مخاطر الوشم ونصحت بتجنبه،  و أوضحت هذه الدراسة  أن الوشم هو
 :عملية اختراق للجلد الأمر الذي ينتج عنه التهابات جلدية، ومضاعفات ومخاطر أخري متعددة ومتنوعة ، نجملها فيما يأتي


اولا الحساسية :
الأصباغ التي تستخدم في الوشم هي ألوان عديدة منها الأحمر و الأخضر والأزرق ..الخ، فحبر الوشم يحتوي على مواد مؤكسدة ضارة مثل معادن الكبريتيدات وصبغات عضوية، فهذا الحبر يؤثر على صبغة الميلانين الموجودة في الجلد بشكل طبيعي و كلها قد تؤدي الي حساسية وهرش وطفح جلدي وقد تظهر تلك الحساسية بعد أعوام و ليس بالضرورة عقب عمل الوشم مباشرة.


ثانيا :
الالتهابات الجلدية وذلك قد يحدث عقب عمل الوشم  فيحدث احمرار وتورم و قيح، وصديد


ثالثا:
مشكلات جلدية أخري: مثل الجدري، وأحيانا يترك أوراماً ناهيك عن الندبات والحفر


رابعاً:
الأمراض التي تنقلها المعدات الملوثة التي تستخدم لعمل الوشم وتلك أمراض غير ممكن حصرها فمثلا: الالتهاب الكبدي الوبائي بي أو سي , ناهيك عن مرض الإيدز والسرطان وغيرها من الأمراض التي تنتقل من خلال الدم ، فعندما تستخدم إبرة وشم ملوثة فهي تختلط بالدم و تنقل له أمراضاً شتي.

خامساً: مضاعفات التصوير بالرنين المغناطيسي: فالوشم أو المكياج الدائم قد يسبب تورماً أو حروقاً حال التعرض للآشعة الرنين المغناطيسي

سادسأ: الوشم يؤثر سلباً علي جهاز المناعة، فالوشم يؤثر على كريات الدم البيضاء ونقصها يسبب ضعف المناعة، مما يضعف قدرة الجسم علي مهاجمة الأمراض والبكتيريا، وهذه الكريات تحمي أيضاً من الأورام الليمفاوية أو السرطان

سابعاً: الجلطات الدموية والتي تظهر في شكل بعض الكدمات الزرقاء علي المنطقة التي رسم عليها الوشم وتظهر علي شكل ورم




الاحتياطات الواجب إتخاذها عند عمل الوشم؟


من المفارقات أنه في الدول الأجنبيه و قبل ان يبدأ معك في رسم الوشم  يحذرونك منه، ويذكرون لك تلك المخاطر وفي الخاتمة يعطون الفرد بعض التعليمات التي يلزم أن يسير عليها علي الأقل مدة أسبوعين عقب عمل الوشم مثل عدم التعرض للشمس ، عدم السباحة في مياه البحار والبحيرات، اختيار الملابس باهتمام، استعمال مرطبات معينة عدة مرات في اليوم مع مكوث الضمادة علي الجروح لفترة 24 ساعة، ثم استعمال مضادات حيوية والتأكد من نظافة يد راسم الوشم و نظافة الماكينة وبالرغم من كل تلك الاحتياطات والتعليمات غير أنهم في المحافل العلمية الغربية يحذرون من خطورته ومضاعافاته ومن العجيب أن نبي الإسلام سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم نهي عن ذلك الشأن قبل 1400 عام، فعن ابن عباس قال:

لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة – وفي لفظ: والمتوشمة – والواصلة والموصولة.




يا من ترغب في عمل الوشم عليك أن تعي جيداً أن الوشم علامة مستدامة علي جلدك فهل انت مستعد لبقائها على جلدك وبشرتك علي نحو أبدي معك؟ وهل تريده في مكان مرئي من الجسد أم مخفي تحت الملابس؟ وليكن بحسبانك أن شكل الوشم يتأثر بعوامل السمنة والنحافة، الأمر الذي يؤدي الي تشوه منظر الوشم، فيحوله من لوحة فنية الي تشوه يصعب علاجه حتي مع تقنيات الليزر والعلاجات الحديثة.




هل للوشم فوائد؟


علي الجانب الآخر فإن الفريق اليي يناصر عمل الوشم يري أن الخوف الزائد من أضرار الوشم والتركيز علي آثاره السلبية قد طغي بالفعل عن الفوائد المتنوعة للشوم والتي حصروا معمظها فيما يلي


اولاً:
  الوشم المرئي يساعد في الحصول علي وظيفة متميزة
كان الوشم ولفترة طويلة يعتبروصمة عار في مكان العمل وكان من الصعب علي الباحثين عن عمل أن يلجأوا إلي إزالة الوشم من أجل الحصول على وظيفة، ومع ذلك ، فقد وجدت الدراسات الحديثة أنه في بعض الحالات ، يمكن للوشم المرئي أن يزيد من احتمالات توظيفك
أجرت "جامعة سانت أندروز" دراسة حول اختيار المتقدمين والوشم المرئي(المنقوش في مكان ظاهر من الجسد)، فكشفت الدراسة أن الوشم قد يدعم موقف صاحبه في الحصول علي وظيفة ذلك لأن بعض الشركات ترغب في أن يرتبط اسمها وسمعتها بصورة نمطية معينة لدي الشباب خاصة وإن معظم هذه الوظائف تستهدف فئة الشباب المتمرد والمتحمس والذي يهوي الجديد وهذا هو الأكثر شيوعا في صناعات مثل الأزياء والفاشوم. فالموظفون الموشومون يستطيعون جذب العملاء وتنشيط العمل  أكثر من غيرهم


ثانيا:
الوشم يعزز الثقة بالنفس
اولائك الذين يوشمون انفسهم  يرون انهم باتوا أكثر جمالًا وجاذبية مما مضى، وتورد دراسة أخيرة أن هذا الاثر الإيجابي لجهة تحسين صورة الشخص الذاتية يدوم لفترة أطول عند الرجالوذلك بفضل زيادة مادة الأدرينالين التي تنتج عن عملية الوخز والوشم

 وجدت دراسة أجريت على 2395 من طلاب الجامعات وجود علاقة بين الوشم وبين الثقة بالنفس. وكلما زاد عدد الوشم ، زادت درجة الثقة، وكان الطلاب ذوو الأوشام الأربعة أو أكثر يملكون تقديراً ذاتياً أعلى بكثير من أولئك الذين لديهم عدد أقل من الوشم، والمثير للاهتمام أن هذه النتيجة كانت واضحة بشكل ملحوظ خاصة بين أولئك الذين لهم تاريخ مرضي مع الاكتئاب، قد يكون السبب في ذلك أن الوشم يمنحك شعوراً بالتحكم في النفس، ويتيح لك استعادة شيء قد ضاع أو أخذ


ثالثاً:
  الوشم يقرب بين الواشمين وبعضهم، فالعلاقة تتوثق بين من يحملون نفس الوشم فيشعر كل منهم أن الآخر جزء منه ومن جسده فيشيع الوشم بين الأصدقاء وبين المشاهير ومعجبيهم كتقليد لهم





رابعًا:
الوشم يغطي النقاط التي لا يود الشخص إظهارها لسبب أو آخر،فقد يكون هناك عيب معين في الجسد ولا يريد الشخص إظهاره فيحجبه عن طريق الوشم مما يجعله أكثر ثقة بالنفس وإرتياحاً لمظهره ويمنحه قدره علي مواجهة المجتمع حوله، خاصة إذا كان صانع الوشم فنانًا وموهوباً فيحول الموشوم إلي لوحه فنية تمشي علي الأرض


خامساً:
  حسبما ذكرت دراسة نشرتها "المجلة الامريكية لعلم البيولوجيا البشرية"، فاستعداد الجسم للوشم مرة ثانية وثالثة هو أفضل من استعداده في المرة الاولى، اي كلما أكثرنا من الوشم كلما كان جسمنا قادراً على تحمله بشكل أفضل.
كذلك نفس الدراسة قالت: إن الوشم يفبد في تقليل التوتر لدي الشخص ويحسن حالته الصحية في بعض الأمراض مثل الصداع النصفي


سادسًا:
الوشم وتكرار عمله يعزز أجهزة المناعة الخاصة بك فقد كشفت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم الأحياء البشري أن الوشم م يحفز الاستجابة المناعية للشخص فعندما يكتشف الجهاز المناعي غزوًا أجنبيًا في جسمك ، فإنه يرسل أجسامًا مضادة لمهاجمتها. يحدث هذا عندما تحصل على وشم. يهاجم جسمك الغازي الأجنبي (حبر الوشم)، كما إنه لا يكون للوشم الأول نفس تأثير الوشم التالي، فاستعداد الجسم للوشم في المرات التالية هو أفضل من استعداده في المرة الاولى، اي كلما أكثرنا من الوشم كلما كان جسمنا قادراً على تحمله بشكل أفضل






خاتمة:

في النهاية لكل شئ فوائد وأضرار وما يكون مستهجنًا أو محرماً في مجتمع ما قد لا يكون كذلك في المجتمعات الأخري
كذلك فالأذواق تختلف ويبقي الإنسان وعقله ومعتقداته هي الفيصل في إختيار ما يناسبه وما لا يناسبه





  • Share

    • 23372
    • 24.7 K