تعرف على آداب تناول الطعام فى الإسلام


تكثر فى شهر رمضان العزومات والأكل الجماعي مع الأهل والأصحاب، ويحاول المسلمون جاهدين فى هذا الشهر على إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر إستطاعتهم، ولأن الإسلام قد سبق العلم الحديث فى وضع آداب لكل شئ نظام حتى الطعام فقد وضع له الأسلام أداب الطعام والجلوس على المائدة، وهو المعروف فى وقتنا الحالي فى مختلف البلدان بـ "إتيكيت المائدة".

وتنقسم آداب الطعام فى الإسلام إلى آداب عامة ينبغي على المسلم إتباعها وآداب أخرى قبل تناول الطعام وآداب أثناء التناول وآداب أخرى بعد الإنتهاء، وتتطرق هذه الآداب إلى ما ينبغي على الشخص عمله أو الإمتناع عنه سواء كان ضيف على مائدة أو هو صاحب المائدة.

سنبدأ فى البداية بسرد الآداب العامة التى تحمل النواهي التى يجب على المسلم أن يمتنع عن القيام بها على المائدة فى عدة نقاط:

أولها ينبغي على المسلم ألا يزحف إلى المائدة قبل الجماعة وقبل أن يكتمل إعداد الطعام عليها، كما ينبغي ألا يتكلم المسلم والطعام فى فمه فيخرج صوت غير مفهوم نتيجة وجود الطعام فيه، إلى جانب أنه لا ينبغي عليه ألا ينفخ فى الطعام من أجل تبريده.

ثانيًا: إذا المسلم ضيف فى عزومة فلا يجب أن يذكرما فات صاحب الوليمة من الأطعمة ولو على سبيل الدعابة أو أن يتحدث عن وليمة سابقة كان بها ما لم يكن بهذه الوليمة، ولا يجب عليه أيضًا أن ينبه إلى عيوب الطعام أثناء الأكل، ولا أن يحضر إلى الموائد دون دعوة، وألا يديم النظرإلى ما في يد غيره من طعام، كما أنه يجب ألا تتأخر على من دعاك حتى لا تجيع الرجل ومن حضر، ولئلا تدخل الى المائدة حال وصولك دون الجلوس قليلًا.

ثالثًا: إذا كنت صاحب الدعوة على الطعام فيجب ألا تتحدث عن غلاء أسعار الأطعمة أمام الضيوف، ولا أن تحمد الله بصوت مرتفع على المائدة بعد الإنتهاء بسرعة لأنك بذلك قد تحرج الأخرين الذين لم ينتهوا من طعامهم بعد، وتأكد من جود الماء على المائدة تحسبًا لحاجة الضيف، كما أنه يجب ألا تتحدث على المائدة مما يشمئز منه نفوس مؤاكليك.

رابعًا: لا تمد عنقك وأنت تأكل خشيةأن قع الطعام على ثيابك، ولا تأخذ لقمة جديدة قبل انتهاء اللقمة التى فى فمك ولا اللقمة فربما عجزت عن أكلها كلها، فترد نصفها إلى الصحن فتخرج، ولا تبلع الطعام قبل مضغه جيدًا لأن هذا يدل على الشره، ولا تمص العظم، كما انه يجب عليك ألا تفرط فى القهقهة واللقمة فى فمك، ولا تخرج لسانك للحس شفتيك كل حين، ولا لا تلحس أصابعك ثم تعيد الأكل مرة أخرى.

وبعد سرد الأمور التى يجب على المسلم عدم القيام بها سننتقل إلى آداب ما قبل الطعام التى يجب على المسلم أن يقوم بها، ومنها غسل اليدين قبل الطعام، والسؤال عن نوعية الطعام المقدمه التى لا تعرفها إذا كنت ضيف أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكل طعاما حتى يُحدث عنه أو يُسمى له فيعرف ما هو، كما يجب أيضًا أن يبادر الضيف إلى الأكل إذا قدم إليه الطعام من مضيفه لأن ذلك يُطمئن القلب ويُهدي الخاطر ويحسن المودة بين الطرفين، والأمر الأخير قبل البدء فى الطعام هو التسمي قبل الأكل وذكر الله والمراد بها قول "بسم الله".

 وفيما يخص آداب الطعام أثناء الأكل وفقًا لما ورد فى السنة النبوية، فهي:

أولا الأكل باليمين، فيجب على المسلم أن يأكل بيمينه ولا يأكل بشماله، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَأْكُلَن أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِهَا"، وهذا إن لم يكن هناك عذر يمنع المسلم من الأكل بيمينه.

الأمر الثاني هو الأكل مما يليه وألا يمد يده إلى ما يلي الأخرين ولا وسط الطعا، وفقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " يَا غُلامُ: سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِك، وَكُلُّ مِمَّا يَلِيك "، والأكل بثلاثة أصابع فقط لأن الأكل بأكثر من ذلك من الشره وهذا إن أكل بيده وليس بالملعقة، كما ينبغي للمسلم أن يأكل اللقمة الساقطة وألا يتركها.

ثالثاً: ينبغي على المسلم أسوة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يتكئ أثناء الأكل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " َلا آكُلُ وأنا مُتَّكِئ " رواه البخاري، وينبغي على المسلم عدم البصاق والمخاط حال الأكل إلا لضرورة، كما ينبغي عليه الأكل فى جماعة مع أسرته أو اصدقائه وألا يخص نفسه بطعام إلا إذا كان لضرورة مرضيه أو غيرها وإذا تناول الطعام فى العمل فعليه أن يشرك فيه زملائه وان يعزم على من حوله.

رابعاً: ينبغي على المسلم أن يقوم بغسل يديه بعد الطعام وهذا الغسل مستحب قبل وبعد الطعام حتى وإن كان الشخص على وضوء، ثم يجب عليه المضمضه بعد الطعام وهو أمر مستحب، ومن الآداب الأخرى بعد إنتهاء الطعام هو الدعاء للمضيف بعد أن ينتهى من الطعام، فقد روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلأى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل، ثم دعى له النبي فقال صلى الله عليه وسلم: " أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمْ الْمَلائِكَةُ ".

خامساً: بعد الإنتهاء من الطعام ينبغي على المسلم أن يحمد الله على نعمة هذا الطعام فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع عن مائدته قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلا مُوَدَّعٍ وَلا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا" وكان إذا أكل طعام غير البن قال "" اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ " إذا شرب اللبن قال " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ ".

سادساً: من الآداب العامة للطعام التى يجب أن يتصف بها المسلم، هو عدم ذم الطعام فكان النبي لا يذم الطعام قط فإذا إشتهاه أكله وإن كرهه تركه، والمقصود هنا بالطعام المباح كأن يقول "هذا الطعام مالح أو حامض أو غير ناضج، أو غليظ أو خفيف....وغيرها، أما الأكل المحرم على المسلمين الذي حرمه الله تعالى أمثلة الخمر ولحم الخنزير والميتة... وغيرها فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعيبه ويذمه وينهى عنه.

سابعاً: من الآداب العامة أيضًا الإعتدال فى الأكل وعدم الترفع على الطعام وينبغي على المسلم ألا يقوم بملء بطنه من الطعام أي ألا يأكل حتى الإمتلاء، فلابد أن يجعل المسلم بطنه أثلاثًا: ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس، كما يجب ألا يتناول المسلم طعامه فى أواني من الذهب والفضة لأنه محرم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا ولنا في الآخرة".











  • Share

    • 4343
    • 5,652