القنبلة الذرية هي عبارة عن سلاح ذو قدرة شديدة علي الانفجار وينتج عن هذا الإطلاق المفاجئ للطاقة تقسيم أو انشطار نواة عنصر ثقيل مثل البلوتونيوم أواليورانيوم والقنبلة الذرية والقنابل النووية هي أسلحة قوية تستخدم التفاعلات النووية كمصدر للطاقة المتفجرة وطور العلماء تكنولوجيا الأسلحة النووية لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية واستخدمت القنابل الذرية مرتين فقط في الحرب وفي كل مرة كانت من قبل الولايات المتحدة ضد اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب الباردة، تنافست الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على التفوق في سباق التسلح النووي العالمي.
وجعل اكتشاف علماء الفيزياء النووية في مختبر في برلين بألمانيا عام 1938 أول قنبلة ذرية ممكنة، بعد أن اكتشف أوتو هان وليز مايتنر وفريتز ستراسمان الانشطار النووي، واكتشفوا انه عندما تنقسم ذرة المادة المشعة إلى ذرات أخف، يكون هناك إطلاق مفاجئ وقوي للطاقة فنجد ان اكتشاف الانشطار النووي قد فتح إمكانية التقنيات النووية، بما في ذلك الأسلحة.
والقنابل الذرية هي أسلحة تحصل على طاقتها المتفجرة من تفاعلات الانشطار وتعتمد الأسلحة النووية الحرارية أو القنابل الهيدروجينية على مزيج من الانشطار النووي والانصهار النووي والانصهار النووي هو نوع آخر من التفاعل الذي تتحد فيه ذرتان أخفتان لإطلاق الطاقة.
خصائص وآثار القنابل الذرية:
عندما يقوم النيوترون بضرب نواة ذرة من نظائر اليورانيوم 235 أوالبلوتونيوم - 239 فإنه يتسبب في انقسام النواة إلى شظايا، وكل منها عبارة عن نواة بها حوالي نصف البروتونات والنيوترونات في النواة الأصلية وفي عملية الانقسام هذه يكون هناك كمية كبيرة من الطاقة الحرارية، وكذلك أشعة جاما واثنين من النيوترونات أو أكثر ويتم تحريرها كلها في ظل ظروف معينة، وتضرب النيوترونات الهاربة وبالتالي تنشطر أكثر من نواة اليورانيوم المحيطة بها، والتي تنبعث منها بعد ذلك المزيد من النيوترونات التي لا تزال تنفصل أكثر، وتتوج هذه السلسلة من الانشطارات السريعة التكاثر برد فعل تسلسلي يتم فيه استهلاك كل المواد الانشطارية تقريبًا، في عملية تولد انفجار وهي ما تعرف بالقنبلة الذرية.
كما تنبعث كميات كبيرة من النيوترونات وأشعة جاما، ويتناقص هذا الإشعاع الفتاك بسرعة أكبر من 1.5 إلى 3 كم (من 1 إلى 2 ميل) من الانفجار والمواد التي تبخرت في كرة النار تتكثف إلى جزيئات دقيقة، وهذا الحطام المشع، المشار إليه يتم بواسطة الرياح في التروبوسفير أو الستراتوسفير وتشمل الملوثات المشعة نظائر مشعة طويلة العمر مثل السترونتيوم 90 والبلوتونيوم 239 ، والتعرض المحدود لهذه التداعيات في الأسابيع القليلة الأولى بعد الانفجار قد يكون قاتلاً، أي التعرض لها يزيد من خطر الإصابة بالسرطان كما حدث في قنبلة هيروشيما.
تطوير وانتشار القنابل الذرية
أول قنبلة ذرية بنيت في لوس ألاموس، نيو مكسيكو، خلال الحرب العالمية الثانية في إطار برنامج يسمى مشروع مانهاتن، وتمت الموافقة على لوس ألاموس كموقع للمختبر العلمي الرئيسي للقنبلة الذرية في 25 نوفمبر 1942، من قبل الجنرال ليزلي ر. جروفز والفيزيائي روبرت أوبنهايمر وأعطوا اسم الرمز مشروع ص، وتم اختبار قنبلة واحدة، باستخدام البلوتونيوم، بنجاح في 16 يوليو 1945، في موقع على بعد 193 كم (120 ميل) جنوب البوكيرك، نيو مكسيكو.
القنبلة الذرية والحرب العالمية الثانية:
في بداية الحرب العالمية الثانية في عام 1939 لم تكن القنبلة الذرية قد اخترعت بعد، ومع ذلك، اكتشف العلماء في ذلك الوقت أن انفجار قوي قد يكون ممكنا عن طريق تقسيم الذرة كما ذكرنا من قبل وهذا النوع من القنابل يمكن أن يدمر المدن الكبيرة في انفجار واحد ويغير الحرب إلى الأبد.
وطرح ألبرت أينشتاين العديد من النظريات التي ساعدت العلماء في صنع القنبلة الذرية، وعندما أدرك أن مثل هذه القنبلة يمكن صنعها، كان خائفًا مما قد يحدث إذا علم هتلر وألمانيا كيفية صنع القنبلة أولاً وكتب رسالة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت يخبره عن القنبلة الذرية ونتيجة لذلك، أنشأ روزفلت مشروع مانهاتن.
وكان مشروع مانهاتن هو اسم برنامج البحث والتطوير للقنبلة الذرية، ولقد بدأ صغيرا، ولكن عندما أصبحت القنبلة أكثر واقعية، أضافت الولايات المتحدة العلماء والتمويل للتأكد من أنهم كانوا أول من امتلك القنبلة الذرية ومن المفارقات أن العديد من العلماء المشاركين في صنع القنبلة قد انشقوا عن ألمانيا وبنهاية المشروع، كان التمويل قد بلغ ملياري دولار وكان هناك حوالي 200،000 شخص يعملون في هذا المشروع.
اما عن أول قنبلة ذرية فعلية كانت في 16 يوليو 1945، وانفجرت أول قنبلة ذرية في صحراء نيو مكسيكو وكان الانفجار هائلاً ويعادل 18000 طن من مادة تي إن تي واعتقد العلماء أن درجة الحرارة في مركز الانفجار كانت ثلاثة أضعاف درجة حرارة مركز الشمس وعلى الرغم من أن العلماء كانوا سعداء أنهم صنعوا القنبلة بنجاح، إلا أنهم كانوا حزينين وخائفين لان هذه القنبلة ستغير العالم ويمكن أن تسبب الدمار الشامل والموت وعندما سمع الرئيس هاري ترومان عن نجاح القنبلة كتب "لقد اكتشفنا أفظع قنبلة في تاريخ العالم".
ومع قرار إسقاط القنبلة بحلول الوقت الذي تم فيه صنع أول قنبلة ذرية، استسلمت ألمانيا بالفعل وانتهت الحرب العالمية الثانية في أوروبا اما عن اليابان
فبالرغم من انها هزمت كذلك الا انها لم تستسلم وكانت الولايات المتحدة تفكر وقتها في غزو اليابان وقرر الرئيس ترومان إسقاط القنبلة الذرية بدلاً من ذلك.
قنبلة هيروشيما:
في 6 أغسطس 1945، أسقطت قنبلة ذرية تدعى ليتل بوي على هيروشيما باليابان، وكان الانفجار هائلاً، وتم تدمير المدينة، وقتل عشرات الآلاف من الناس وأسقطت القنبلة طائرة تدعى Enola Gay والتي قادها العقيد بول تيبتس اما عن القنبلة نفسها كان طولها أكثر من 10 أقدام وتزن حوالي 5 الالاف كيلوجراما وكانت المظلة الصغيرة على القنبلة من أجل إبطاء هبوطها والسماح للطائرة الوقت للطيران بعيدا عن منطقة الانفجار.
قنبلة ناغازاكي:
حقائق مثيرة للاهتمام عن القنبلة الذرية:
• العالم الرئيسي في مشروع مانهاتن كان ج. روبرت أوبنهايمر وغالبا ما يطلق عليه "أبو القنبلة الذرية".
• أول قنبلة تم إسقاطها على هيروشيما كانت مصنوعة من اليورانيوم وكانت القنبلة التي أُلقيت على ناغازاكي مصنوعة من البلوتونيوم، الذي كان أقوى من اليورانيوم.
• يُعتقد أن 135،000 شخص على الأقل لقوا حتفهم جراء انفجار هيروشيما و70،000 آخرين في ناغازاكي والكثير من هؤلاء الناس كانوا من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال.
• تم اختيار هيروشيما لأنها كانت مدينة ساحلية كبيرة لها قاعدة للجيش كما أنها لم تتضرر كثيرًا جراء التفجيرات السابقة وهذا سيُظهر مدى قوة السلاح الجديد.