●● الاعلامية نسرين حلس واحدة من طيور الإعلام المهاجر:
الاعلام العربي فشل في اقناع المجتمع الأمريكي بعدالة القضية
الفلسطينية..
مصر لا زالت تحمل الهم العربي
والرئيس السيسي لم يغفل أبدا عن القضية الفلسطينية..
المرأة نجحت إلى حد كبير في إعلام المهجر..
القاهرة: ناصر خليفة
التقينا برئيس تحرير موقع "ايجيبت بوست ون " الإعلامية نسرين حلس في حديث حول مشوارها الإعلامي مرورا بقضايا أخرى من خلال رؤيتها السياسية والإعلامية وكذلك المرأة في الإعلام الغربي ونجاح الصحافة الرقمية..
•• تهاجر الطيور ولا تنسى موطنها الأصلي فهي لم تغادره طوعا ولم تهجر اوكارها حبا في أوكار جديدة، هكذا الشرفاء من العرب يغادرون أوطانهم فتظل قلوبهم تنبض بعشق الوطن، ويظل الوجدان يغرد بكل تفاصيل الجذور..
- - هي صاحبة مشوار إنساني وإعلامي مشرف لكل امرأة فلسطينية وعربية، هي نموذج حي ومعاصر لتحدي الصعاب والعبور على اشواك الحياة بتحدياتها.. لكونها إعلامية متألقة، وكاتبة صحفية مهمومة بقضايا الوطن الفلسطيني، كان حواري مع نسرين حلس:
في البداية سألتها:
كيف كانت بدايتك مع الإعلام ؟
- - كانت بدايتي أولا مع الفضائيات حيث كنت مراسلة لبرنامج " الدنيا بخير " في قناة إقرأ الفضائية التابع لقنوات " آرت " من لبنان ومخرج البرنامج محمد أسوم ومقدم البرنامج محمد العرب ومن ثم توجهت بعدها للعمل في موقع "إسلام أون لاين" حيث كنت مراسلتهم في أمريكا وبعدها تم إغلاق الموقع، فتحول الموقع لقطر، ومن ثم عملت في موقع إيلاف الصادر من لندن وكان أيضا موقعا إلكترونيا وبحكم وجودي في أمريكا فقد كانت المواقع الإلكترونية هي الوسيلة الأفضل للتواصل مع الشرق الأوسط حيث بإمكاني رؤية أعمالي كافة ومن ثم تحولت للعمل في مجلة "ماي مول" للأزياء والعرب اللندينه الصادرتين من لندن تلتها وكالة أخبار المرأة الصادرة من فلسطين ومعها عملت في مصر ٢٤ الصادرة من مصر وبعدها "ايجبت بوست وان" الذي هو بيتي، كلها مواقع الكترونيه أتاحت لي الوصول للعالم العربي تخلل ذلك أيضا وجودي في الإعلام الورقي العربي الأمريكي مثل "بيروت تايمز" الصادرة من ولاية كاليفورنيا و"المنصة العربية" الصادرة من ولاية نيوجرسي الأمريكية وصحيفة المنتدي الصادرة من ولاية ميشغان.
•• انتشار جيد في وقت قياسي، من وقف بجانبك في الطريق الصعب ؟ ومن كان قدوة لك وترك بصمة مهمة في مشوارك العمل الإعلامي ؟
- - التقيت بالعديد من الأشخاص الذين كانوا وما زالوا علامة فارقة في مشواري والحقيقة أن كل شخص عملت أدين له بعلامة مهمة واكتسبت منه صفة جميلة، من الأشخاص الذين أثروا في شخصيتي ولهم بصمات في حياتي
وخاصة مشواري الصحفي، بالتأكيد يبقى الدكتور اللواء محرز الحسيني رئيس تحرير جريدة المنصة العربية "الورقية" والناشر لها، هو الشخص الأكثر تأثيرا في مشواري الصحفي وأدين له بالفضل الكبير "بعد الله" وما زال ينضب بحكم توجيهاته وخبراته التي لا يبخل بها ابدا سواء على المستوي العملي والمهني أو الإنساني. فكان أول من آمن بي وشجعني وساندني وأعطاني مساحة كبيرة في الكتابة وولاني منصب نائب رئيس تحرير جريدة المنصة العربية
•• حدثينا عن أبرز معوقات الإعلام والصحافة الإليكترونية في رأيك، خاصة وأنت رئيسة تحرير موقع (ايجبت بوست وان) الإليكتروني. ؟
- - معوقات الإعلام الإلكتروني لا تختلف كثيرا عن معوقات الإعلامي الورقي ويعتبر التمويل ومصدر التمويل المعوق الأولى والأكبر للإعلام الرقمي أو الإلكتروني حيث أنها لا تعتمد على مدخول حكومي ثابت وإنما على الممول الذي من شأنه أن يتحكم في المضمون للموقع وذلك في ظل غياب مصدر دعم ثابت من الدولة وخاصة في أمريكا فالإعلام العربي ضعيف حديث لا توجد مواقع إلكترونية أو صحف ورقية ممولة أو مدعومة والمتحكم الوحيد هو رأس المال وتستمد المواقع الإلكترونيه بقاءها من الإعلانات التي ترتبط بأصحاب المال والأعمال ومدى إقتناعهم بالإنترنت ودوره في تسويق منتجاتهم وخدماتهم.
•• في رأيك إلى أي مدى أثرت الصحافة الرقمية على الصحافة الورقية ؟
- - بالتأكيد أثرت الرقمية كثيرا إلى حد أنها سحبت البساط من تحتها وأصبح اعتماد أغلب القراء على الصحافة الرقمية الالكترونية حتى الصحفيين أنفسهم، أثر كونها الأسرع في وصول الخبر وإن تعددت مصادره كما أن القارئ يستطيع أن يحصل أكثر من مصدر للخبر في آن واحد والأقل تكلفة وقد تكون الأكثر مصداقية لدى القارئ لتوفر القدرة على البحث للوصول لمصادر الخبر وقد يكون أكثر من مصدر، وقد وفرت مواقع التواصل الإجتماعي القدرة على التقاط الخبر في لحظتها ونشره على المواقع الإلكترونيه للصحف ما يجعله يصل لأكبر عدد من القراء، تلك العوامل ساهمت بشكل كبير في خفوت نجم الصحافة الورقية..
•• كونك إعلامية فلسطينية تقيمين في امريكا..كيف ترين مدى اهتمام المجتمع الأمريكي بقضايا الصراع العربي الاسرائيلي؟
- - للأسف ليس هناك اهتمام كبير لدى المجتمع الأمريكي بالصراع العربي الإسرائيلي وذلك لجهل الغالبية العظمى من الشعب بالقضية الفلسطينية نفسها واختزالها بأنها أرض اسرائيل أرض الميعاد لهم وأن الشعب الفلسطيني هو شعب دخيل ولكن بعض المثقفين وليس جميعهم يعي القضية الفلسطينية تماما.
وما السبب في هذا النمط السلبي السائد ؟
في رأيي الإعلام العربي هو السبب لم يستطيع ينجح في توصيل عدالة القضية الفلسطينية للمجتمع الغربي، على عكس الإعلام الصهيوني النشط الذي تمكن في خلق صورة عكس واقع الصراع فقلب الحق باطل والباطل حق !.
•• على ذكر الحق والباطل والميل الغربي الواضح والمباشر لاسرائيل وهذا التقصير الاعلامي والسياسي العربي..كيف ترين قرارات ترامب بشأن القدس والجولان ؟
- - أن قرارات ترامب لم تكن يوما منصفة لا للفلسطينيين ولا للعرب، هذا هو المؤكد من خلال ما نراه على أرض الواقع الفلسطيني، ومن وجهة نظر عربية مسيحية إسلامية فالقدس هي ارض عربيه ملك للفلسطينيين دينيا هي ملك للمسلمين وكذلك المسيحيين واليهود.. يملك اليهود الثلث " تراثهم الديني" والباقى هي للمسلمين والمسيحيين، أما عربيا هي أرض عربية وجغرافيا هي أرض فلسطينية، وكذلك الجولان هي أراضي عربية سورية تم احتلالها واغتصابها من أصحاب الحق ! هذا هو العدل وهذا هو الحق لكن لا حياة لمن تنادي، معروف أن الرئيس الأمريكي يعمل لصالح الكيان الصهيوني قلبا وقالبا، وقد جاء الاعلان المشؤوم في بضم الجولان في الوقت المناسب لبنيامين نتنياهو ليغطي على كارثة سياسية كبرى بسبب "قضية الغواصات" أخطر قضايا الفساد في تاريخ البلاد، وكلنا رأينا كيف نجح نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
•• وماذا تقولين عن رد الفعل العربي وهذا الصمت الكبير تجاه القدس والجولان ؟
- - للأسف الموقف العربي جاء مطابق للحالة السيئة التي تعيشها البلاد العربية حيث أغلبها يعيش حالة من الصراعات والفتن والحروب والفوضى المستهلكة لطاقات البلاد والمستنزفة لجيوشها مما جعلها تعاني من تدهور اقتصادي واجتماعي، ولا تنسى الحرب على الإرهاب أنهكت الدول العربية..
على ذكر الإرهاب الداعشي الذي أنهك الجيوش العربية، كيف ترى الإعلامية نسرين حلس أخطار تيار الإسلام السياسي ؟!
- - بالطبع الحرب على الإرهاب يكلف الدول العربية الكثير، فالجيوش اليوم أما تحارب الإرهاب الصادر من جماعات الإسلام السياسي الراديكالي أو تتصارع مع بلاد أخرى، لا بل ويتم تصفية الجيوش اليوم من خلال إنهاكها في المشاكل التي تحدث داخليا أما وباقي الدول الأخرى دول خائفة مترقبة لما قد يحدث.
•• هذا يدفع حديثنا إلى اشكالية الخلافات بين "فتح وحماس" والخلاف الفلسطيني الفلسطيني ! فماذا ترين هذا الخلاف وأنصاره السلبية على القضية الفلسطينية ؟
- - بالطبع وبالواقع لهذا الخلاف تأثيرات سلبية خطيرة إلى حد بعيد على مسار القضية الفلسطينية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد والمحتلة أرضه من سنوات بعيدة، أنا كاعلامية عربية فلسطينية أحمل هموما كثيرة لما أراه من خلال عملي الصحفي والإعلامي وللأسف كل مجريات الأحداث لا تبشر بخير بل تُنذر بأن القادم ربما هو أسوأ، إذا ما استمر الحال على هكذا فتن وخلافات وصراعات عربية عربية، والأسوأ ربما احتلال دول بعينيها ويصبح تنفيذ حلم الدولة من الفرات إلى النيل جاهز قيد التنفيذ !
الرئيس السيسي لم يغفل أبدا عن القضية الفلسطينية
•• وماذا عن الدور المصري في القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية ؟
- - تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ عهد الزعيم جمال عبدالناصر وحتى الآن، التاريخ يشهد بأن مصر هي قلب العروبة النابض، بحكم موقعها الجغرافي والسياسي والقدرة على التفاوض والتأثير السياسي والعسكري، مصر هي التي قاومت بجيشها وقوتها العسكرية كل محاولات الهيمنة الإسرائيلية، لذلك تلعب مصر دورا حيويا وفعالا وضروري للغاية للعرب وللفلسطينيين.. وما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي من تحركات دولية وإقليمية لهو خير شاهد ودليل على أن لمصر دورا قويا وفعالا ومستمرا حتى يومنا هذا ربما ضعف في أوقات ما ولكنه لم يستكين، دورا داعما للقضية الفلسطينية ولجميع القضايا المتعلقة بها، ولطالما أكد الرئيس السيسى دعم مصر للقضية الفلسطينية واعتبارها قضية العرب الأولى وأنه لا حل دون إعطاء الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. إن مصر كانت دائما وأبدا سندا حقيقا للشعب الفلسطينى والقيادة الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى والمؤامرات التى تتعرض لها القضية الفلسطينية كل يوم. وقد لايكون هذا الموقف غريبا على بلد بحجم مصر التى قادت نضال الأمة العربية والإسلامية وكانت ولازالت تحمل الهم العربى وكافة الهموم العربية لاسيما القضية الفلسطينية.
•• كإعلامية عربية في بلاد الغرب هل تقيمين نجاح المرأة العربية في مجال العمل الإعلامي هناك، ثم حديثينا عن أهم العوائق التي تواجه المرأة التي تعمل في الإعلام ؟
- - بلا أدنى شك المرأة العربية حققت قفزات كبيرة جدا في المجال الإعلامي وأثبتت وجودها ليس فقط في المجال الإعلامي بل في معظم المجالات، "إن لم يكن كلها" ولكن إذا تحدثنا على المرأة العربية في أمريكا على وجه الخصوص سنجد أنها حققت نجاحات جيدة ولكن كلها فردية كون الصحافة العربية المهاجرة ضعيفة سواء لعمل المرأة أو الرجل علي حد سواء، لكن المرأة اجتهدت على نفسها جيدا وعملت ما قد يفعله أربعة من الإعلاميين الرجال في العالم العربي، رغم العوائق الكثيرة كعائق اللغة والحجاب وضعف التمويل وبُعد المسافات بين الولايات كلها عوائق وتحديات تواجه الإعلامية، وعليها تخطيها بكل عزيمة وإرادة قوية، فمرة تنجح ومرة تفشل ويبقى الدعم المالي هو العائق الأكثر ديمومة في العمل الإعلامي للمرأة والرجل على حد سواء في بلاد الغرب الامريكي.
•• كلمة أخيرة توجهينها لمن ؟
كلمة اوجهها للرئيس الأمريكي ترامب اقول له كفاك ظلما للشعب الفلسطيني كن منصفا ونفذ قرارات الامم المتحدة لاحلال السلام
وكلمة لمنظمة فتح وحماس اقول كفاكم كفاكم فتن وخلافات وتفرقة، اتحدوا ففي الاتحاد قوة ترد لكم حقوقكم..
••وماذا عن الشعب الفلسطيني
انا فلسطينية قلبا وقالبا وروحا مؤكد أن ما يحدث في وطني هو سبب الوجع،، لكن ادعو كل الفصائل إلى التجمع تحت راية واحدة لتوحيد الصف وتوحيد الكلمة لأننا طالما نحن مفترقين سنستمر ضعفاء،وهذا الضعف جعل عدونا يتطاول علينا وينهش أرضنا وممتلكاتنا ومقدساتنا.. ويظل الأمل في قدرة شعبنا وصموده، لأننا أصحاب حق، وكلنا نجاهد سواء في الداخل او من خارج فلسطين.. فالجهاد ليس بالسلاح فقط بل بالكلمة أيضا، والكلمة أحيانا تكون أقوى من الرصاص.