وجدت أبحاث جديدة أجرتها جامعة جون هوبكنز الجديدة أن "اللقاء مع الله" يجعل الناس أقل خوفًا من الموت، ويعمل على تحسين مزاجهم وتوقعاتهم بشكل عام.
ماذا يعني اللقاء مع الله؟
اللقاء مع الله مصطلح غربي يٌقصد به لقاء الله عن طريق أي عمل روحي يُقرب إليه، وهو عند أصحاب الديانات السماوية؛ العبادات المخلتفة، والتي يعد أبرزها الصلاة. وعند الآخرين يعني اللقاء الروحي، سواء من خلال تمارين اليوجا أو التأمل أو حتى تعاطي العقاقير المُخدّرة.
وترتبط الروحانية وخصوصًا مشاعر كونك واحدًا مع العالم أو بعض القوى العليا بزيادة الرضا العام عن الحياة.
قد يقول البعض أنه لا يمكنك صنع مثل هذه التجربة، لكن استطلاعًا جديدًا أجراه علماء جامعة جونز هوبكنز يشير إلى عكس ذلك.
ووجدت الدراسة أن الغالبية العظمى (أغلبهم من غير المسلين) من الذين خاضوا تجربة "لقاء الله" وصفوها بأنها التجربة الأكثر مغزى في حياتهم، والأرجح أنها كانت بسبب تعاطي المخدرات، إلا أن هذا لا يمنع أن الوسائل الأخرى التي تبث روح الصفاء داخل النفس البشرية وأبرزها الصلاة والعبادات تساعد في الوصول إلى الله وتحقق نفس النتائج.
نظرًا لتزايد حدوث مشكلات الصحة العقلية، يبحث الأطباء والعلماء بشكل متزايد خارج صندوق العلاج التقليدي للأدوية المضادة للقلق والأدوية المضادة للاكتئاب، حيث يُنصح الآن بممارسة تمارين التأمل بانتظام كعلاج تكميلي لعلاج مخاوف الصحة النفسية الشائعة.
ويستكشف عدد متزايد من التجارب السريرية؛ استخدام العقاقير مثل السيلوسيبين، والكيتامين لعلاج الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة، حيث حققت تلك الأدوية نتائج واعدة بشكل مدهش.
يجادل علماء الأعصاب، باختصار، أن كل هذه الأساليب تشجع المرونة العصبية، أو نوعًا من المرونة في الدماغ يُعتقد أنها تتجنب مشكلات الصحة العقلية.
لكن الدراسات تشير إلى أن بعض أنواع المُعتقدات الدينية والخبرات نفسها مرتبطة بصحة نفسية أفضل.
على سبيل المثال، لاحظ الباحثون أن الأشخاص المؤمنون بالله، أكثر ارتياحًا للحياة ككل.
ووفقًا لإحدى هذه الدراسات، كان من المرجح أن يحمل المسلمون مثل هذه المعتقدات ويكونون أكثر ارتياحًا لحياتهم، فوق المسيحيين واليهود والبوذيين والمُلحدين.
تشير دراسة جون هوبكنز الجديدة إلى أن اللقاءات (الصلاة) مع بعض "القوة العليا" قد يكون لها آثار دائمة، سواء من خلال المعتقدات الدينية أو حتى إذا كانت ناجمة عن العقاقير المخدرة.
من المعروف أن الصلاة هي لقاء بين العبد وربه، وهو ما تقصده تلك الدراسة.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسية الدكتور رولاند: "على الرغم من أن الطب الغربي الحديث لا يعتبر عادة التجارب" الروحية "أو" الدينية " أحد العلاجات الموجودة ضد المرض، فإن نتائجنا تشير إلى أن هذه اللقاءات غالباً ما تؤدي إلى تحسين الصحة العقلية".
قام فريقه من الباحثين في جون هوبكنز باستطلاع آراء 4285 شخصًا حول العالم، تم تجنيدهم من خلال الإعلانات عبر الإنترنت أو البريد الإلكتروني.
واجه كل من شملهم الاستطلاع "شيئًا قد يسميه شخص ما: الله (على سبيل المثال) أو السلطة العليا، أو القوة المطلقة، أو رسول الله أو الملاك الحارس، من خلال التجارب الروحية، أو حبوب الهلوسة.
خلال التجربة قال 75 في المائة إن مواجهتهما بشيء مثل "الله" كان أكثر شيء "ذي معنى أو هام من الناحية الروحية" الذي حدث لهما في الحياة، مع وجود تغييرات إيجابية في عقولهم وتوقعاتهم وممارساتهم.