دراسة غريبة تربط بين السباحة وزيادة الوزن!!

دراسة غريبة تربط بين السباحة وزيادة الوزن!!

غالبًا ما يعتقد الناس أن التمرين يمكن أن يجعلك أكثر جوعًا، لذلك قد يأكلون أكثر أثناء الوجبات اللاحقة للتمرين. ولكن بالنسبة للشخص العادي، فقد ثبت أن الجلسات الفردية للتمرينات المعتدلة إلى تمارين عالية الكثافة (مثل الجري وتمارين المقاومة وركوب الدراجات) تقلل من الشهية مؤقتًا ولا تؤدي عادةً إلى زيادة تناول الطعام في نفس اليوم.

أبحاث لمدة 15 عام

ولكن عبر الخمسة عشر عامًا الماضي، كان هناك مجموعة من الأبحاث تدرس التمارين وتأثيراتها على الشهية، وكان هناك سؤال معين غالبًا ما يتم طرحه وهو "لماذا تجعلك السباحة تشعر بالجوع؟" حتى الآن، لم يتم اختبار هذا السؤال في دراسة تجريبية مصممة بدقة. لذلك قررنا مقارنة آثار السباحة مقابل ركوب الدراجات، لنجد أن الشهية وزيادة تناول الطعام ترتفع بعد السباحة لدى الذكور والإناث.

قامت الدراسة بتجنيد 32 بالغًا سليمًا تحت سن 40 عامًا (17 رجلاً و15 امرأة) قاموا بالسباحة وركوب الدراجات على مستوى ترفيهي، وليس احترافي لم يكن أي من المشاركين بدينًا. ولأن الدورة الشهرية يمكن أن تؤثر على الشهية، فقد حرصت الدراسة على ممارسة المشاركين الإناث خلال نفس الجزء من الدورة الشهرية كل شهر وأنهن لم يحملن.

أكمل المشاركون جميع التجارب الثلاث (السباحة، ركوب الدراجات، أو الراحة) بترتيب عشوائي، مفصولة بأربعة أيام على الأقل؛ حتى لا تعد آثار التجربة السابقة قائمة.

وجبة إفطار معتدلة

تم تقديم وجبة إفطار للمشاركين (ساندويتش مربى الفراولة والكرواسان وعصير البرتقال) تناولوها في المنزل بين الساعة 8:45 صباحًا و9: 00 صباحًا. بمجرد وصولهم إلى المختبر، تم قياس شهيتهم باستخدام مقياس في عدة مرات طوال اليوم.

استراح المشاركون طوال التجارب الثلاث، عند أداء 60 دقيقة من ركوب الدراجات أو السباحة في تجارب التمرين، والتي بدأت بعد 90 دقيقة بعد الإفطار.

تم تقسيم جلسات السباحة وركوب الدراجات إلى ست فترات، تستغرق كل منها ثماني دقائق مع دقيقتين من الراحة بين الفترات. ثم تم مطابقة جهد جلستي التمرين باستخدام تصنيف مقياس الجهد المتصوَّر وطلبنا من جميع المشاركين التمرين عند مستوى 15، والذي يتوافق مع "صعب"، لكل من تجارب السباحة وركوب الدراجات.

بعد ثلاثين دقيقة من التمرين - وفي نفس الوقت مع تجربة الراحة - قاموا المشاركون من تناول المعكرونة بقدر ما أرادوا حتى "امتلئت بطونهم وشبعوا بشكل مريح".

نتائج الدراسة

وجدت الدراسة أن المشاركين أكلوا أكثر أثناء تجربة السباحة، والتي كانت في المتوسط 142 كيلو كالوري أكثر مما كانت عليه في تجربة المراقبة. هذا يعادل علبة 25 جرام من رقائق البطاطس أو اثنين من البسكويت الهضمي.

شعر المشاركون أيضًا بالجوع بعد تجربة السباحة وشعروا أنه يمكنهم تناول المزيد في الوجبة التالية. وعلى الرغم من أن المشاركين تناولوا أيضًا المزيد بعد ركوب الدراجة (94 كيلو كالوري في المتوسط) مقارنة بتجربة التحكم، إلا أن هذا الاختلاف كان صغيرًا جدًا بحيث لا يكون ذا دلالة إحصائية.

عندما قامت الدراسة بحساب الطاقة المستخدمة أثناء السباحة وركوب الدراجات، كان المشاركون لا يزالون يعانون من عجز في الطاقة في كلتا تجربتي التمرين مقارنة بتجربة التحكم، لكن العجز كان أكبر بعد ركوب الدراجات.

الاختلافات بين النساء والرجال

عندما نظرنا لمعرفة ما إذا كانت هناك أي اختلافات بين الرجال والنساء كانت ردودهم هي نفسها. هذا أمر مهم لأنه يقترح في بعض الأحيان أن ممارسة الرياضة ليست فعالة في إدارة الوزن بالنسبة للنساء لأنهن غالبًا ما يستهلكن طاقة أقل أثناء التمرين. لكن هذا الاقتراح ليس مدعومًا دائمًا بالأدلة على النحو الذي أبرزته مراجعة أجريت مؤخرًا، والتي خلصت إلى أن الرجال والنساء عادة ما يكون لديهم نفس الشهية واستجابات تناول الطعام لممارسة الرياضة.

سبب هذا التأثير للسباحة على الشهية للسباحة غير معروف. يتعلق أحد الأسباب المحتملة بالارتباط بين درجة الحرارة (خاصة فقدان حرارة الجسم) وتناول الطعام. في درجات الحرارة الباردة، قد يزيد تناول الطعام كآلية لتوليد حرارة الجسم من خلال توليد الحرارة المرتبط بالنظام الغذائي.

وتوليد الحرارة هو عملية يقوم خلالها الجسم بشكل تلقائي في استخدام الطاقة لإنتاج حرارة الجسم. على الرغم من حقيقة أن السباحة كانت ستولد حرارة الجسم أثناء التجربة، فمن المحتمل أن يؤدي الغمر في الماء البارد إلى فقدان حرارة الجسم بشكل عام.

تغييرات في إشارات الدماغ

من الممكن أيضًا أن تكون التغييرات في إشارات الدماغ والناقلات العصبية (المواد الكيميائية التي تحمل الرسائل بين الخلايا العصبية) عاملاً في زيادة الشهية.

هذا أمر معقول لأن هناك مناطق محددة في الدماغ مرتبطة بالشهية والمكافأة، والعوامل غير المتجانسة (مثل الأكل للمتعة أو الدافع لتناول أطعمة معينة دون غيرها) يمكن أن تؤثر أيضًا على الشهية وسلوك الأكل.

أظهرت الدراسات أيضًا أن السباحة قد لا تكون فعالة مثل أنواع التمارين الأخرى للتحكم في الوزن. النتائج التي توصلت إليها تدعم هذا الأمر بسبب زيادة الجوع وتناول الطعام بعد جلسة السباحة.

هذا لا يعني أن الناس يجب أن يتوقفوا عن السباحة إذا كانوا يحاولون إنقاص الوزن. من المهم دائمًا أن تكون نشطًا جسديًا، خاصةً من خلال الأنشطة التي تستمتع بها وستقوم بها بانتظام. لكن يجب على السباحين الانتباه إلى أنه من المحتمل أن يأكلوا أكثر وأن يقاوموا إغراء تناول الوجبات الخفيفة المتوفرة بسهولة، أو تناول جزء أصغر في الوجبة التالية بدلاً من ذلك.

الخلاصة

السباحة، مثل أي شكل من أشكال النشاط البدني، أمر حيوي للغاية كجزء من نمط حياة صحي بسبب الفوائد الصحية المرتبطة به. وهذا يشمل تحسين ضغط الدم والكولسترول والسيطرة على الجلوكوز، وكلها تقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2 وأمراض القلب.

ولكن بالنسبة لأولئك الذين يريدون استخدام السباحة لفقدان الوزن، من المهم أن تكون على دراية بأي زيادات محتملة في الشهية وتناول الطعام.


  • Share

    • 613
    • 2,562