يسكن عالمنا جميع أنواع الأشخاص بمستويات ذكاء متفاوتة بشكل كبير. قد يعتبر الجميع تقريبًا أنفسهم أذكياء، بالطبع، وقد يكون من الصعب جدًا الحصول على تقييم دقيق لذكائنا. في النهاية، تميل أفكارنا دائمًا إلى أن تبدو ذكية في رؤوسنا، أليس كذلك؟
والذكاء مهم جدًا. خاصة في السياق المهني، يمكن أن يكون العقل الذكي والمرن أفضل ما لديك. لكن الأشخاص الأقل ذكاءً غالبًا ما يكون لديهم عادات غبية ويمكن أيضًا أن تكون كارثية في عدد من الظروف.
فيما يلي 5 عادات يفعلها الأغبياء دون أن يدروا أنهم بذلك يكشفون غبائهم للآخرين!
1. يلومون الآخرين على أخطائهم
إنه أمر ملحوظ للغاية وغير احترافي وشيء لن يفعله أي شخص ذكي أبدًا، إذا كنت تحاول باستمرار دحض أخطائك وإلقاءها على الآخرين، فأنت تثبت للجميع أنه لا يمكنك أن تكون الأداة الأكثر ذكاءًا.
الناس الأغبياء لا يحبون تحمل المسؤولية عن أخطائهم، ويفضلون الانغماس في الشفقة على الذات أو مجرد الذهاب مباشرة إلى لعبة اللوم.
يقول ترافيس برادبيري، مؤلف كتاب "الذكاء العاطفي 2.0" الأكثر مبيعًا في العالم: "ليس من الجيد إلقاء اللوم على الإطلاق. كن مسؤولاً. إذا كان لديك أي دور - مهما كان صغيراً - فأي خطأ حدث، يجب أن تعترف به وتتعامل معه بشجاعة". كما ينصح برادبري. "اللحظة التي تبدأ فيها بتوجيه أصابع الاتهام هي اللحظة التي يبدأ فيها الناس في رؤيتك كشخص يفتقر إلى المساءلة عن أفعاله."
بل إن هناك ما هو أكثر من ذلك، حيث أظهرت دراسة عصبية أجراها Jason S.Moser من جامعة ولاية ميشيغان أن أدمغة الأشخاص الأذكياء تتفاعل في الواقع بشكل مختلف مع الأخطاء.
2. يعتقد أنه دائمًا على حق
في حالة النزاع، يكون لدى الأذكياء وقت أسهل في التعاطف مع الشخص الآخر وفهم حججه. كما أنهم قادرون على دمج هذه الحجج في سلسلة أفكارهم وإعادة النظر في آرائهم وفقًا لذلك.
ومن بين العلامات المؤكدة للذكاء هي القدرة على النظر إلى الأشياء وفهمها من وجهة نظر مختلفة، والأذكياء منفتحون على المعلومات الجديدة وتغيير المعايير.
من ناحية أخرى، سوف يستمر الأشخاص الأغبياء في الجدال إلى الأبد ولن يتزحزحوا عن موقفهم، بغض النظر عن أي حجج صحيحة ضدهم. هذا يعني أيضًا أنهم لن يلاحظوا ما إذا كان الشخص الآخر أكثر ذكاءً وكفاءة.
وهو ما يُعرف باسم "التحيز المعرفي" وهو الذي يجعل الأشخاص الأقل كفاءة يبالغون في تقدير مهاراتهم بينما يقللون من كفاءة الآخرين، وهو مصطلح تم صياغته في عام 1990، حيث لاحظ علماء النفس في دراسات سابقة أنه في مجالات مثل فهم القراءة أو لعب الشطرنج أو قيادة السيارة، يؤدي الجهل إلى الثقة أكثر مما تفعل المعرفة.
في جامعة كورنيل أجروا المزيد من التجارب حول هذا التأثير وأظهروا أن الأشخاص الأقل كفاءة لا يبالغون في تقدير مهاراتهم فحسب، بل إنهم لا يدركون متى تكون مهارات شخص الآخر أفضل.
وكتب برادبيري: "إذا كنت غير كفء، فلا يمكنك معرفة أنك غير كفء.... المهارات التي تحتاجها لإنتاج إجابة صحيحة هي بالضبط المهارات التي تحتاجها للتعرف على الإجابة الصحيحة."
وهذا لا يعني أن الأذكياء يعتقدون دائمًا أن الآخرين على حق. لكنهم يستمعون باهتمام ويفكرون في جميع الحجج قبل اتخاذ قراراتهم.
3. التفاعل مع الصراعات بالغضب والعدوان
من الواضح أنه حتى أذكى الناس يمكن أن يغضبوا حقًا من وقت لآخر، ولكن بالنسبة للأشخاص الأقل ذكاءً، يكون هذا هو رد الفعل عندما لا تسير الأمور في طريقهم. عندما يشعرون أنهم لا يملكون السيطرة على الموقف بقدر ما يريدون، فإنهم يميلون إلى الغضب والسلوك العدواني لتأمين مركزهم.
وأجرى باحثون من جامعة ميشيغان دراسة على 600 مشارك مع والديهم وأطفالهم، على مدى 22 عامًا. وجدوا علاقة واضحة بين السلوك العدواني وانخفاض درجة الذكاء.
وكتب الباحثون في تفصيلهم: "لقد افترضنا أن الذكاء المُنخفض يجعل تعلم الاستجابات العدوانية أكثر ترجيحًا في سن مبكرة، وهذا السلوك العدواني يجعل التطور الفكري أكثر صعوبة."
4. تجاهل احتياجات ومشاعر الآخرين
يميل الأذكياء إلى أن يكونوا جيدين جدًا في التعاطف مع الآخرين، وهذا يجعل من السهل عليهم فهم وجهة نظر شخص آخر.
أجرى راسل جيمس من جامعة تكساس للتكنولوجيا دراسة مع الآلاف من الأمريكيين واكتشف أن الأشخاص ذوي معدل الذكاء المرتفع يميلون أكثر إلى العطاء دون توقع أي شيء في المقابل.
ويكون الشخص الذكي أفضل في تقييم احتياجات الآخرين ومن المرجح أيضًا أن ترغب في مساعدتهم، حيث أن الأشخاص ذوو القدرات المعرفية العالية هم أكثر قدرة على فهم وتلبية احتياجات الآخرين البعيدين.
الأشخاص الأقل ذكاءً يجدون صعوبة في تخيل أن الناس يمكن أن يفكروا بشكل مختلف عما يفكرون به وبالتالي سيختلفون معهم.
5. يعتقدون أنهم أفضل من الجميع
يحاول الأذكياء تحفيز الآخرين ومساعدتهم، ويفعلون هذا لأنهم لا يخافون من أن يطغى عليهم، لديهم مستوى صحي من الثقة وهم أذكياء بما يكفي لتقييم كفاءتهم بدقة.
من ناحية أخرى، يميل الأشخاص الأغبياء إلى الإساءة للآخرين من أجل الظهور بشكل أفضل، وإنهم يعتقدون أنهم فوق أي شخص آخر ويسارعون دائمًا إلى الحكم، حيث أن التحيز ليس علامة على الذكاء.
في دراسة كندية نشرتها مجلة "علم النفس"، وجد عالمان من جامعة بروك في أونتاريو أن "الأشخاص الذين يعانون من انخفاض معدل الذكاء يميلون إلى إصدار عقوبات قاسية وكراهية المثليين والعنصرية."