غرائب التوائم المتشابه .. من كتاب

عندما ترزق الأم بتوائم تحرص على أن يبدوان بمظهر واحد، فتأتي لهم بملابس متشابهه، ويشتركان فى نفس الطعام، تختار لهم نفس الألعاب فيمران سويا بالحياة نفسها. ولكن ماذا سيحدث لو تم فصل التوأم عن بعضهم منذ الولادة والتقا مرة أخرى.. وقبل أن نحكي قصص التوائم المتشابهة.. فتعالوا سويا أولا أن نقوم بالتفرقة بين نوعين من التوائم.. فهناك التوأم المتشابه والتوأم الغير متشابه.

فالتوأم المتشابه ينتج من بويضة واحدة لقحها حيوان منوي واحد ثم يحدث انقسام فى البويضة بعد ما تم تلقيحها، ولذلك يكون لهما الصفات الوراثية نفسها. أما النوع الثاني وهو التوأم غير المتشابه فينتج من تلقيح بويضتين اثنتين بحيوانين منويين في الوقت نفسه، فيأتي الطفلان مختلفان فهما هنا أخوة ولدوا في وقت واحد وقد يكون أحدهما ولد والآخر بنت، وقد يختلفا فى الصفات الوراثية أيضا من لون البشرة أو طول القامة... وحديثنا اليوم هو عن النوع الأول الذي يكون فيه التوأم متشابه فيصعب التمييز بينهما.

لقد قدم كتاب "غرائب التاريخ.. أحداث غامضة ومحاكمات فاصلة" للكاتب "جيري براون" و"تيم هيلي" إطلالات متميزة من غرائب وأحداث التاريخ، والتي تحتوي على الكثير من الغموض، كما استعرض محاكمات فاصلة غيرت مسار التاريخ. فرغم التقدم الذى وصلنا اليه فهناك أحداث تثير العديد من التساؤلات حولها، ويقف الإنسان عاجزًا عن فهمها، مما يثبت محدودية ما توصل إليه البشر من علم وتقدم، وماما يذكرالإنسان بعظمة الخالق عز وجل.

و من خلال الكتاب، يعرض المؤلف عدة موضوعات صعب على الإنسان التوصل إلىتفسيرها أو إدراكها، كالسحر والجن والتنويم المغناطيسي، إلى جانب معجزات الشفاء، ونبوغ الأطفال، فضلًا عن قصص التوائم المتشابهة وغيرها. فيبدأ الكتاب في الفصل الأول من الكتاب بتناول مجموعة من الأحداث التي أثارت غموضًا لا نهاية له، وابتدأ بـ "التوائم المتاشبهة"، وفيها ذكر العديد من القصص منها التي سنقوم بعرضها فى هذا المقال.


القصة الأولى.. جيمس 

غرائب التوائم المتشابه .. من كتاب

ولد في عام 1939 في أهوهايو توأم لأم غير متزوجة، وفي هذه الحالة يتم اعطاء التوأم المولود إلى عائلات لاعالتهما. فتم اعطاءالطفلين إلى عائلتين مختلفتين، وتبنت كل أسرة منهما أحد الأطفال. 

العائلة الأولى تسمى "لويس" وتعيش على بعد ثمانين ميلاً من العائلة الأخرى وهى عائلة "سبرنغر". وتم إخبار كل عائلة من العائلتين أن التوأم الآخر قد توفي أثناء الولادة! قامت العائلة الأولى "لويس" بتسمية الطفل المتبني من خلالها "جيمس"، والغريب أن العائلة الأخرى عائلة "سبرنغر" قامت أيضا بتسمية الطفل المتبني باسم "جيمس"!

و لكن الأقدار لم تتوقف عند ذلك، فقد قابل التوأمين "جيمس لويس" و"جيمس سبرنغر" بعد أربعين سنة بعضهما البعض بالمصادفة..وكانت دهشتهما اكبر عندما عرف كل واحد منهما أن الأخر عاش حياة مماثلة لحياته. فجاءت مصادفات متشابهه فى حياتهما لم يعرفا لها تفسير. فكل منهما له أخ بالتبني يسمى"لاري"، ولكل منهما كلب يسمى"تروي"، واستمرت المصادفات أيضا فقد تزوج كل منهما إمرأة تسمى "ليندا" ثم تم الطلاق وتزوج بأخرى تسمى "بيتي". بل اشتكا أيضا في اسم ابنهم الأول "جيمس ألان".

و اشتركا أيضا فى اهتمامتهما، وكذلك ضعفهما في بعض المواد الدراسية، حتى عملهم تشابه كثيرا فكل واحد منهما عمل في محطة لبيع الوقود ومحل لبيع الهمبورغر، كما أنهما اشتركا في هوايتيهما النجارة والرسم الفني! بل تماثلا أيضا في تاريخمها الطبي والفيزيائي. فاتفقا في الطول فكل منهما طوله ستة أقدام ووزنه مئة وثمانون رطلاً، حتى الأمراض التي عاناها فهى واحدة، فكل منهما اشتكى في الفترة نفسها من صداع نفسي ثم شفي منه عندما بلغ العمر ذاته، كما عانا من أوجاع ومن مشكلات في القلب في فترات زمنية واحدة.


القصة الثانية.. محاكمة التوأم فريدا وجريتا

غرائب التوائم المتشابه .. من كتاب

أن التوأمتين فريدا وجريتا كانتا تتشابهان بشكل كبير فى الشكل والتصرفات أيض. فقد تم بل اعطاء كل منهما على حدي معطفين أخضرين بأزرار مختلفة، فقاما بقطع الازرار وأعادتا ترتيبهما بحيث جعلتا في كل معطف نصف نوع الأزرار. أي جعلتا في كل معطف النوعين من الأزرار بحيث بدا الواحد مشابهاً تماما للمعطف الآخر. كما كان التوأمين مهووساً بالنظافة بحيث كانتا تستهلكان أربعة عشر قطعة صابون وثلاثة زجاجات من الشامبو أسبوعيا.

و تأتى محاكمة فريدا وجريتا.. فلقد شهدت محكمة يورك محاكمة غريبة من نوعها للتوأم فريدا وجريتا بتهمة الإعتداء على جارهما وكان ذلك في عام 1980. ولم تكن التهمة هي المهمة في هذه المحاكمة. لكن الغموض كان يأتي من اجابات التوأم فريدا وجريتا، فكانتا الاثنتان تجيبان على الاسئلة ذاتها بنفس الاجابات في الوقت نفسه. فكانتا تتصرفان التصرف نفسه وتقضيان كل وقتيهما مع بعضهما البعض.

فقالت فريدا وجريتا في المحكمة: "نحن الإثنتان شخص واحد، وكل واحدة منا تعرف بماذا تفكر الأخرى". 


القصة الثالثة.. أوسكار وجاك 


غرائب التوائم المتشابه .. من كتاب

تخيل انفصال زوجين لديهم توأمين وكل منهما يأخذ توأم ليربيه وحيدا.. ماذا سيحدث؟

هذا ما حدث فعلا في عام 1933م حيث تم الانفصال بين زوجين في ترينيداد، قامت الأم ألمانية الأصل بأخذ أحد ولديها التوأم إلى ألمانيا حيث نشات، وأسمته "أوسكار توهي".. فنشأ أوسكار فى ألمانيا وتربى هناك مماجعله يتبنى الأفكار النازية، أما الآخر وهو "جاك يوفي" تربى مع والده اليهودي في ترينيداد.

 و رغم أن كل من التوأمين تربا وعاش بعيدا عن أخيه بآلاف الأميال، إلا أنهم أشتركوا في كثير من الاهتمامات والهوايات. فكان كل واحد منهما يحب أن يغمس الخبز المدهون بالزبد في قهوته، واشتركا أيضا فى حبنهما بقرأة المجلة من الصفحة الأخيرة، ولكن ما كان غريب حقا أنهما اشتركا في الحركات المضحكة والنكات نفسها. وكان الشيء المختلف الوحيد بيتهما أن جاك يوفي يتحدث الانجليزية، أما أوسكار ستوهي كان يتحدث الألمانية.

و التقا الشقيقان وهم فى السادسة والأربعون من العمر، وكانت المصادفة أن كل منهما كان يرتدي ملابس متشابهة، اما نظارات العين فكانت باطار معدني متشابه، ورغم ان كل منهما لا يفهم لغة الآخر، فقد عرفا بعضهما البعض وتعانقا بصمت وعيونهم ملؤها الدموع.

و يظل الكثير من الأسئلة تدور حول التوائم المتشابهة.. وأهمهما هل حقا يمتاز التوأم المتشابه بتوارد خواطر كبير يجعلهم يتصرفون نفس التصرفات ويمتازون بنفس الصفات!



  • Share

    • 1330
    • 3,539