يواجه الكثير من الطلاب مشكلات عديدة أثناء المذاكرة منها عدم القدرة على تحديد مواعيد المذاكرة وعمل جدول للإلمام بالمنهج الدراسي بجانب الضغط الشديد فى بعض الاوقات التى لا تمكنه من التركيز اثناء المذاكرة او فهم المنهج، وللمذاكرة بشكل صحيح واستيعب المواد الدراسية سنقوم بعرض أهم طرق المذاكرة التى تساعد الطلاب بنسبة كبيرة خاصة فى دخول الإمتحانات، كما سنوضح عدد الساعات التى يجب أن يذاكرها طلاب مراحل التعليم ما قبل الجامعي.
وتقول أخصائية التربية الدكتورة فاطمة مرتضي، أنه قبل البدء فى المذاكرة يجب على الطالب أن يقوم ببعض النقاط قبل المذاكرة:
أولا: أن يتم تحديد المادة الدراسية التى يرغب الطالب فى مذاكرتها ثم يختار الوقت المناسب للمذاكرة ويفضل أن يكون فى الصباح الباكرحيث يكون الذهن في أعلى درجات نشاطه، ثم يقوم الطالب عقب ذلك بإختيار المكان المناسب للمذاكرة بعيدا عن الضوضاء والحركة، كما يكون جيد الإضاءة.
ويقوم الطالب بعد ذلك فى عمل جدول للمذاكرة لأن الخطة تنظم الوقت وتريح القلب، كما يجب عليه شرب الكثير من الماء لأنها تساعد على تدفق الدم إلى المخ وبالتالى يساعدك على التركيز، ويجب على الطلاب فترة المذاكرة أن يبتعدوا عن تشرب القهوة أو أى شئ من المنبهات لأنها تفقدك قواك وحالتك الصحية إذا تناولتها بكثرة.
بعد قيام الطالب بتحديد المكان والمادة والتخطيط الجيد، فسيبدء بالمذاكرة ولكن عليه إتباع بعض القواعد التى تمكنه من التركيز اثناء المذاكرة وإستيعاب الشرح، ومنها أولا: ألا يقوم الطالب بإعادة قراءة تدويناته وقراءتها فقط، حيث أظهرت الاستطلاعات إن غالبية الطلاب تلجأ فقط لقراءة المواد الدراسية والواجبات وهى طريقة خاطئة، وأن تكرار المعلومة ليست الطريقة المثلى للتعلم أو لخلق ذاكرة ثابتة، وتعتبر إعادة القراءة طريقة سطحية وخادعة، توهم الطالب بالفهم وبمعرفة المحتوى جيدًا، ولكن في الواقع يكون الطالب ليس ملمًا بما يكفي عن الموضوع.
ثانيا: يقسم الطالب الدرس إلى أجزاء كبيرة وكل جزء يحتوى على عدد من العناصر الدقيقة، فإن تنظيم المادة التى تقوم بمذاكرتها وتحديد العناصر والأقسام الفرعية فيها من أهم طرق المذاكرة الصحيحة فيجب ثناء المذاكرة تقسيم المادة إلى عدة أقسام وعناصر وعناوين حتى تصبح عملية المذاكرة سهلة وبسيطة.
ثالثاً: يجب أن يسأل الطالب نفسه أسئلة كثيرة أثناء درسة المادة، وهي إحدى الطرق البديلة للقراءة المتكررة، حيث يقوم الطالب بالقراءة مرة ثم يبدأ في اختبار نفسه إما عن طريق أسئلة الكتاب أو أن يضع لنفسه الأسئلة، فإن استرجاع المعلومات هو ما يُنتج تعليما قويّا وذاكرة قوية، لذلك فيجب على الطالب أن يسأل نفسه أسئلة كثيره أثناء المذاكرة حتى لو لم يستطع الإجابة عنها بطريقة صحيحة، فإنه سوف يرى مناطق الضعف والخطأ التي تساعده على مراجعتها مرة أخرى وتخطيها.
رابعًا: من الضروري أن يحاول الطالب فهم ما يقرأه وأن يربط العنصر الذي يقرأه بالذي يسبقه وبالذي يليه، وهي طريقة يمكن القيام بها أثناء القراءة في المرة الثانية أو مراجعة ما تم قراءته سابقًا وأن يقوم الطالب بالربط بين ما يقرأه الآن وبين ما مر عليه من معلومات سابقة وربطهما معًا، وتقوم هذه الطريقة بتحسين المستوى إلى الأفضل وتجعل نسبة نسيان المعلومة ضئيلة جدا.
خامسًا: يجب أن يركز الطالب على الرسوم التخطيطية والتوضيحية والمخططات والجداول التلخيصية أثناء المذاكرة، فمن الطرق الجيدة في المذاكرة عمل رسومات بيانية أو نماذج مرئية والتركيز على الرسوم والمخططات الموجودة فى المادة الدراسية.
سادسًا: أن يقوم الطالب بحل أسئلة الدرس أو المسائل التى فى نهاية كل درس فأنه بذلك يعمل على تثبيت المعلومة. وسابعًأ: يقوم الطالب بعمل ملخص لما ذاكره فى كراسة خاصة والاحتفاظ بها للمراجعة.
والقاعدة السابعة والأخيرة التى يجب أن يتبعها الطالب هي ألا يضغط وقته ويجب أن يعطي لنفسه مساحة،فالكثير من الطلاب أو ربما معظمهم يقومون بتأجيل المذاكرة حتى آخر لحظة! وفي ليلة واحدة يقومون بمذاكرة وتكرار المعلومات كلها مرارا وتكرارا، وهى طريقة خاطئة جدا خاصة على المدى البعيد والطريقة الأفضل هي أن يقوم الطالب بالتكرار على فترات متفاوتة، حيث يقوم مثلا بالتدريب قليلا في أحد الأيام ثم يتدرب مرة أخرى في اليوم التالي ثم بعد ذلك بيومين وهكذا.
وبعد الإنتهاء من تلخيص القواعد والطرق الصحيحة التى يجب أن يتبعها الطالب اثناء المذاكرة للإمام بالقدر الكافي من المعلومات دون تشتت، حان موعد تحديد عدد ساعات المذاكرة التى تناسب الطلاب بمراحل التعليم ما قبل الجامعي، حيث يسعى كل أولياء الأمور على الضغط على أطفالهم وإجبارهم على المذاكرة لفترات طويلة قبل الإمتحانات، إعتقادًا منهم أن كثرة المذاكرة تزيد من استيعاب الطفل، وهو أمر خاطي، حيث تختلف عدد ساعات المذاكرة بإختلاف المراحل التعليمية وبإختلاف درجة إستيعاب الطلاب.
فبالنسبة للمرحلة الإبتدائية فيمكن تقسيم المذاكرة بها إلى جزئين:
الأول: من سن الروضة وحتى رابعة ابتدائى، ويجب أن تتراوح عدد ساعات المذاكرة فى هذه المرحلة بين ساعة إلى ساعتين، وتكون مقسمة على مدار اليوم وليست بمدة كبيرة، وأن يتم توصيل المعلومة للطفل من ربع ساعة الى نصف ساعة، وليس عن طريق الحفظ أو التلقين، بل بالاستعانة بالقصص والصور والحكايات حتى يندمج ويشاركك فيها، مع عدم اجبار الطفل على المذاكرة أو حرمانه مما يحب من هوايات بسبب المذاكرة لأنه سوف يسبب له عقدة ويكره استذكار دروسه، الصف الابتدائى مرحلة نشاط ولعب ويمكن تقديم المعلومة فى فزورة.
والجزء الثاني من المرحلة الإبتدائية وتحديدًا فى الصف الخامس والسادس الابتدائى، فإن المذاكرة المثالية فيها من ساعتين إلى أربع ساعات يوميًا، مع عمل فواصل وفترات للراحة يتنفس فيها الطفل هواء مختلف ويقوم بشئ يحبه مثل مشاهدة كارتون أو اللعب.
فيما يخص المرحلة الاعدادية فإن هذا السن لابد فيه من اليقظة مع الطفل لأنه يريد اللعب والهروب من المذاكرة ويكون متوسط عدد ساعات الاستذكار نحو 4 ساعات فى اليوم، ومتابعته فى واجباته لأنه إذا تركت الطالب فى هذه المرحلة العمرية والدراسية لمزاجه لن يذاكر، ولابد من أخذه كصديق ووجود تحفيز له.
وبالنسبة للمرحلة الثانوية فإن أقصى عدد ساعات يمكن مذاكراتها للطالب الثانوى يوميا خمس ساعات كل ساعة بينها فاصل 10 دقائق، والطلاب الذين يحصلون على دروس تقوية فإن هذه الدروس بمثابة المذاكرة أيضًأ فلا يجب على الأهل الضغط على أبناءهم فى بذل مزيد من الجهد والوقت فى المذاكرة وإنما سيكون فى حتياج لحل تدريبات وأسئلة كثيرة.