يقول صاحب القصة كنت في يوم من الأيام مسافر من الطائف إلى الرياض بالسيارة
بينما أنا في الطريق، السيارة تعطلت، ومعي عائلتي والجو حار، فوقفت في محطة من المحطات،، ونزلت لأسأل عما اذا كان هناك عامل تصليح يستطيع أن يصلح العطل، لكن قال له العامل أن العطل بالغ الصعوبة ولا يمكن تصليحه إلا في الرياض أو في الطائف،و أنا في وسط الطريق.
فانتظرت في الشمس أفكر كيف أحل الأمر وأولادي وزوجتي بالسيارة يعانون من الحر الشديد، فمر علينا شخص بسيارته وسأل ما المشكلة فقلت له أن العطل بسيارتي شديد ولا أدري ماذا أفعل، فكان الرجل الآخر هذا عنده خبرة بالسيارات فاستأذنه أن يطّلع عليها بنفسه فقال له ان العامل على حق، والعطل كبير، ويحكي صاحب القصة أنه رجل لم يره من قبل، أول لقاء بينهم كان هذه المرة، ففوجيء أنه اقترح عليه أن يستبدلا السيارات وينتظر هو بدلا منه في محطة البنزين ويأخذ هو سيارته ليرجع بعائلته للرياض ويرسل له سيارة فور وصوله ليرجع بها ويستعيد كا منهم سيارته بعدها.
و كانو على بعد حوالي 400 كيلو مترمن الرياض فسيستغرق الأمر اليوم التالي لتصله سيارة لتقله من المحطة، فقال الأب للرجل الغريب: كيف تعطني سيارتك وانات لاتعرفني ولا أنا أعرفك، قال له وما المشكلة، فسيراتك أنت أيضا معي، مجرد تبادل.
فبالفعل تم الأمر، وانتظر الرجل في المقهى بعد ما صلى الفروض ونام بالمسجد حتى وصلته السيارة ظهر اليوم التالي، ولما التقيا في.الرياض سأله صاحب القصة: كيف أرد لك الجميل، هل من معروف افعله لك، كيف اكافئك؟؟، فرد الرجل: لا، لا داعي
فطلب منه رقم هاتفه وسجله عنده ثم افترقا.
و مرت الأيام واليايلي، وجلس الرجل في مجلس بعد الصلاة يذكرون فيه أفعال الخير، فتذكر قصته مع الرجل الغريب الذي ساعده وقصها على الحضور وقال حدث معي موقف لم أظن أن الدنيا ما زالا بها خير إلا بعد ما حدث معي وياعدني شخص في شدة كما لم يساعد الأخر أخاه، ثم تذكر وحدث نفسه أنه مر الكثير من الوقت ولم يتصل بالرجل ليطمئن عليه، فأمسك بهاتفه وأتصل به.
فالمجيب كان زوجته فسألها: أين فلان؟؟، قالت له: وماذا تريدون منه؟؟ طاردتوه حتى سجنتوه، فقال كيف؟ لماذا؟، قالت: كان عليه دين وجاء أصحاب الدين كل يوم حتى أرسلوه للسجن، استفسر منها على عنوانا السجن وذهب له ليرد له الجميل، فوصل وسأل المسئول عن الرجل وأعطاه 100 ألف ريال وقال سددو عنه دينه وقال لا تعلموه من فعلها فقط قولو فاعل خير، فنادوه بعد أن رحل الرجل وقالو له جاء من سد عنك دينك، خذ مائة ألف ريال، فقال الرجل: جزاه الله خيرا، ولكن هذا المبلغلا ينفعني، فأنا مسجون في مبلغ كبير، كان مسجون في 3 مليون، دخل تجارة وخسر فأصبح مديون بهذا المبلغ الضخم، فقال هذه لا تخرجني أنا، ولكن ممكن أن تخرج من هو دينه أدنى مني، فلتسد بها دين غيري ممن هم مسجونين في مبالغ قليلة،.
فأخرج بال100 ألأف هذه حوالي 7 أشخاص، دفع عنهم وأخرجهم في سبيل الله، فالمحسن لا يفرق بين سجن ولا هم ولا غم، فال مأمور السجن: لا أعلم ممن أعجب؟! من الذي دفع هذا المبلغ عن رجل غيره؟ أم من هذا الذي اخذ المال واخرج به غيره من السجن.
ثم بعد فترة اتصل الرجل صاحب القصة برقم الرجل الآخر مجددا، فردت عليه امرأته وفهم منها ان زوجها ما زال في السجن، فذهب للسجن مرة أخرى وسأل: لِمَ لَم تُخرجوه؟، قال المأمور: هو مسجون في 3 مليون وقد أعطى المال كله للمساجين معه وفك عنهم كربهم، فصًعِق الرجل، فطلب من المسئول اعطائه اثبات بالدين المطلوب، وكان الرجل صاحب علاقات، فذهب الاثبات لكل من يعرفه من المسئولين والالغنياء والامراء،و في خلال 3 اشهر جمع المبلغ بفضل الله وذهب ودفع عن صاحبه المبلغ وأخرجه من السجن.
هذه هي صنائع المعروف، لا تفنى وهي طوق نجاة للنفو، وتفي مصارع السوء..