الكاذبون موجودون حولنا في كل مكان بل إن بعضنا قد يضطر إلى الكذب ليتخطى بعض المواقف. لكن هناك البعض من الذين احترفوا الكذب لدرجة لا تصدق ويستعملون الكذب يوميا لخداع الآخرين. قد تجد الكاذبين في كل مكان تذهب إليه وحتى على شاشات التلفاز وفي العمل وقد يكذب الشريك على شريكه في الحياة. هذا المقال لا يهدف إلى هدم العلاقات الانسانية والتي قد يكون بعض الكذب مطلوبا فيها في بعض الأحيان ولكنه يهدف إلى جعلك أكثر قدرة على التعرف على الشخص الكاذب وخاصة أولئك الذين يهدفون إلى إيذاء الغير بكذبهم والتسبب في الضرر. إقرأ هذه النصائح لتعلم إن كان محدثك كاذبا.
هناك دائما تناقضات منطقية في القصة الكاذبة. يروي أحد رجال البوليس أنه أثناء التحقيق مع سيدة كانت تخبر روايتها عن حادث إطلاق نار بأنها سمعت إطلاق النار وذهبت للاختباء بدون النظر. هذه قصة غير منطقية حتما فالانسان الطبيعي يميل إلى النظر أولا عند سماع أصوات مفاجئة ثم يأتي رد الفعل الثاني وهو الخوف والهروب ولكن لا يمكن أن يسمع الانسان إطلاق نيران ويذهب للاختباء بدون النظر. هذه مغالطة منطقية في قصة السيدة التي ذكرناها وهي كاذبة بكل تأكيد. استمع للقصة جيدا من محدثك وحاول استنباط المغالطات المنطقية.
كما قلنا سابقا عليك الانصات جيدا ووزن القصة الكاذبة من وجهة نظرك وحاول استنباط أسئلة مفاجئة لا يتوقعها المتحدث بناء على قصته. الشخص الكاذب يميل إلى الإخبار عن تفاصيل كثيرة مملة لا تمت للخط الرئيسي للقصة بصلة وذلك للتغطية على القصة الحقيقية الكاذبة. لا تدعه يفعل ذلك وأعده للأحداث الرئيسية بسؤالك المفاجئ.
يقول علماء النفس أن من أهم علامات الكذب هي تغير أسلوب المتحدث. إذا كان الشخص هادئا في حياته الطبيعية ولكنه يحكي القصة بكثير من الانفعال فهناك احتمالية لا بأس بها أن تكون القصة كاذبة والعكس صحيح إن كان الشخص عصبيا في الأساس فسيميل إلى الهدوء المبالغ فيه أثناء الكذب. جرب هذه النصيحة وستكشف الكثير من الكاذبين
سيمسيل الشخص الكاذب الى افتعال ابتسامة أو افتعال الغضب أثناء الإخبار عن قصته الكاذبة. ولكن مهما كانت درجة احترافه للكذب فستجد شبح ابتسامة ان كان الشخص يفتعل الغضب أو العكس. عليك بالتدقيق جيدا في وجه محدثك أثناء الكذب وستجد أحد هذه المشاعر المتناقضة تبدو على وجهه لجزء من الثانية.
الشخص الكاذب سيبدو عليه عدم الارتياح عند اخبار القصة الكاذبة وسيحاول التضليل عليها بسرد تفاصيل كثيرة لا علاقة لهابالقصة الأصلية. كل ما عليك هو التركيز على الخط الرئيسي للقصة وتوسيع القصة قدر الامكان بأسئلتك وسيزداد حينها عدم الارتياح على الشخص الكاذب لأنه سيضطر إلى افتعال أحداث أخرى. كلما كان الشخص غير مرتاح أثناء سرده قصة ما كلما كان كاذبا.
كما قلنا سابقا سيميل الشخص الكاذب إلى حشو قصته الكاذبة بتفاصيل كثيرة مملة لا علاقة لها بالقصة الأصلية. مثلا عندما يتأخر شخص ما على موعده ويبأ بإخبارك بتفاصيل كثيرة لسبب تأخره عندما ذهب للمتجر ووجد أن هناك الكثير من العروض والتخفيضات ثم عندما خرج من المتجر تعثر في أحد المتسولين والذي أخذ يخبره قصصا وهمية عن بطولاته الزائفة. هذا الشخص يكذب ولا يريد أن يخبر السبب الحقيقي لتأخره والذي قد يكون نسيانه للميعاد أو استيقاظه متأخرا.
إذا كان الشخص الكاذب مقربا إليك وتشتركون في العديد من العناصر في الحياة مثل أصدقاء مشتركين أو أماكن تذهبون إليها سويا، يمكنك إذا استنباط الحقيقة عن طريق مقارنة الأشخاص والأماكن في الرواية الخيالية بالواقع الذي تعرفه. ستجد حتما تناقضات منطقية كما قلنا سابقا.
إذا كان شخص ما يحكي إحدى القصص ثم بدأ في تحريك يده أو حك أنفه في لحظة من هذه القصة فاعلم أنه قد بدأ في الكذب لتوه. هذه العلامة مهمة جدا وستكشف اللحظة التي بدأ الشخص فيها الكذب.
مهما كانت القصة التي يخبرها شخص ما غريبة فاحتفظ في حقلك باحتمالية أن يكون هذا الشخص يخبر الحقيقة بالفعل. الشخص الكاذب سيميل إلى اختلاق أحداث وتفاصيل من الواقع ولكن بعض القصص الغريبة قد تكون حقيقية بالفعل فلماذا يتكلف الشخص الكاذب اختلاق أحداث غريبة تجلب الشك لقصته بينما يمكنه استخدام أحداث طبيعية.
وفي النهاية ليس الهدف من هذا المقال تدمير العلاقات الزوجية والأسريةو الاجتماعية. هناك بعض الكذب الذي يحتاج إليه أحدنا من حين لآخر لتخطي بعض المواقف المحرجة. الهدف هو مساعدتك على كشف الأشخاص الذين يتعمدون الكذب لايذاء الغير وتجنبهم. في النهاية إذا أعجبك المقال شاركه مع أصدقائك.