تكثر الأقاويل من حين لآخر عن جماعة شهود يهوه وتتلقى الجماعة الكثير من الاتهامات التي تربطها بالحركة الصهيونية العالمية بالاضافة للكثير من الممارسات الغريبة ولكن ماذا نعرف نحن العرب حقا عن هذه الجماعة؟. في هذا المقال نناقش تاريخ هذه الجماعة الغريبة ومعتقداتها.
جماعة شهود يهوه هي جماعة تم تأسيسها في عام 1870 على يد تشارلز راسل في بطرسبرج-بنسلفانيا الأمريكية. كان تأسيس الجماعة بغرض انشاء دراسة جديدة للانجيل وتفرعت الجماعة عن أصولها المسيحية لتقوم بتقديم تأويلات جديدة للانجيل بناء على قراءات راسل وفهمه هو وأتباعه للنص المسيحي.
اعتمدت الجماعة في نشر معتقداتها على أسلوب التبشير المباشر حيث يقوم أعضاء الجماعة بطرق الأبواب والتناقش مع الأشخاص العاديين في تفسير الانجيل حسبب معتقد الجماعة ودعوة الناس للإيمان بمعتقدهم. بلغ عدد أعضاء الجماعة في الوقت الحالي لثمانية ملايين من الأتباع حول العالم ويتركز أتباعها في الولايات المتحدة في نيويورك وفي ألمانيا وروسيا كذلك.
قام مؤسس الجماعة بتقديم كتابه (العوالم الثلاثة) في عام 1876 حيث عرض فيه معتقده عن حالة الكفر والشرك التي يعاني منها العالم والتي يجب أن تنتهي بحلول المسيح حاكما للعالم بعد معركة الخلاص (أرماجيدون) حيث يقوم بحكم العالم لمدة 1000 عام حيث يتم اصطفاء المخلصين من البشر فقط ليبقوا على قيد الحياة ويتم التخلص من المشركين. في فترة الألف عام يتم إغواء المخلصين بواسطة الشيطان حتى يتم التخلص ممن تعرض للغواية منهم في النهاية ويبقى من ثبت على ايمانه فقط ليقيم الرب (يهوه) مملكته الأبدية حيث تكون في الأرض والسماء معا. لا تؤمن الجماعة بالروح ولا بالجحيم ولكن تؤمن بأن الجسد يبقى كما هو ويقوم الرب ببعث الأجساد كما هي لتبقى بصورتها الفيزيائية. أما عن الموت فيعتقدون أنه حالة من عدم الوجود والغياب ولا يتم الخلود إلا للمخلصين من أبناء الجماعة.
على عكس المسيحية، لا يؤمن شهود يهوه بالتثليث ولكن يؤمنون بوجود رب واحد هو (يهوه) ويفضلون استعمال الاسم العبراني للرب عوضا عن يسوع المسيح ويقولون بأن المسيح هو ابن الله وحاكم مملكته الأبدية وهو كينونة مستقلة عن الرب. يؤمن شهود يهوه كذلك بمعركة النهاية (أرماجيدون) وبفترة الألف عام بعد النهاية تحت حكم المسيح المخلص (مثل اليهود). يقبل شهود يهوه بالانجيل ككتاب منزل ولكنهم يعتمدون فقط في تأويله على فهمهم الخاص للنصوص حيث يكون التأويل حرفيا في بعض الأحيان وفي البعض الآخر يكون رمزيا. يعتقد شهود يهوه أن جميع الأديان الموجودة هي خاطئة وبأن الدين الوحيد الصحيح هو دينهم.
لا يشجع شعود يهوه الاختلاط بالمجتمع ولا بالأقراد من ذوي الديانات الأخرى ولا يشجعون الزواج سوى من بين أتباعهم. يعتبر الزواج رابطا مقدسا ولا يجب الطلاق إلا بثبوت الزنا. كما لا يعتبر الزواج مرة أخرى مقدسا إلا إذا وقعت وفاة أحد الطرفين أو تم الطلاق بثبوت الزنا. يتعامل شهود يهوه مع الشذوذ الجنسي على أنه خطيئة ويحرمون الزواج المثلي. يعتبر شهود يهوه أن العالم بأكمله خاطئ وأنه لا يجب الاختلاط بالبشر الآخرين لأن ذلك قد يسبب انحراف أعضاء الديانة عن معتقدهم كما لا يسمح لأعضاء الجماعة بمناقشة الأسس الدينية للجماعة ويجب عليهم الانصياع والطاعة فقط والابتعاد عن التفكير الحر.
على الرغم من أن شهود يهوه لا يشجعون الاختلاط مع غيرهم إلا أنهم يحترمون قوانين الدولة التي يعيشون تحت لوائها ولا يخالفون القانون للابتعاد عن المشاكل. ولكن شهود يهوه يرفضون الخدمة العسكرية وتحية العلم ولا يرددون النشيد الوطني وحجتهم في ذلك أن عقيدتهم تتخطى جميع الدول والتقسيمات العرقية. سبب ذلك اعتقال العديد من أعضاء الجماعة وحظرها في العديد من الدول آخرها روسيا في العام 2017 كما تم نفي 9300 عضو من الجماعة إلى معتقل سيبيريا في روسيا. تم اتهام أعضاء الجماعة بتشكيل عصابات وتشكيلات ارهابية عدة مرات وكان أكثرها في فترة الثلاثينيات و الأربعينيات من العام الماضي في أمريكا وتم اعتقال العديد من أعضائها عدة مرات.
من أغرب معتقدات الجماعة هي رفضهم لعملية نقل الدم لأعضائها حتى أثناء العمليات الجراحية وحالات الحوادث ويفضلون الموت على نقل الدم ولكنهم يقبلون بنقل بعض بدائل الدم ومشتقاته مثل البلازما مما دفع العديد من الشركات لاجراء أبحاث لتصنيع بدائل للدم للتعامل مع مثل هذه الحالات.
على الرغم من ربط الجماعةبحركة الصهيونية العالمية وقيام اسرائيل إلا أن الجماعة ترى أن إسرائيل لا تستوفي شروط مملكة الرب كاملة كما أن الجماعة تقول أنها ترفض التمييز العرقي والديني لأن الجميع خاطئون كما ترى الجماعة ويجب على الجميع اتباع معتقدهم ليتم لهم الخلاص إلا أنهم يتفقون مع اليهودية في العديد من النقاط الدينية التي ذكرناها سابقا.
تم اتهام الجماعة عدة مرات بالتغطية على اعتتداءات جنسية داخل الجماعة حيث يتطلب إثبات الاعتداء الجنسي شاهدين من داخل الجماعة وإذا أنكر المعتدي جريمته يؤخذ بشهادته طالما لم يوجد شهود على وقوع الجريمة. سبب ذلك للجماعة العديد من المشاكل القانونية في البلدان التي ينشطون بها.