هل مررت من قبل بتجربة الإعجاب بشخص ما ؟ وهل تحول هذا الأعجاب الي حب ؟ فاذا كانت اجابتك بنعم فقد يبدو لك أن هذا التحول يحدث بشكل طبيعى وهو كذلك بالفعل، ولكن السؤال هنا.. متي وكيف تحققت هذه القفزة العاطفية الهائلة ؟ أو بمعنى أخر: ما هى التغيرات التى حدثت فى دماغك وجعلتك تقع فى هذا الحب وبعمق؟
الحب الرومانسي يرتبط ارتباطا وثيقا بمطقتين في المخ الا وهما المنطقة السقيفية والمنطقة الذنبية وهاتان المنطقتان تؤديان دورا محوريا في مسار أو نظام المكافأة وهما المسئولتان عن تنظيم الناقل العصبى والذي يقوم بدوره في التعريف عن الشعور بالسعادة وبمعنى اوضح هو الأحساس الذي تشعر به فى مراحل الحب الأولى وهذا كان البحث الذي قامت به الباحثة ستيفاني كاسيوبو المتخصصة في علم النفس بجامعة شيكاغو والتي قامت بدراسة علم الأعصاب المتعلق بالحب الرومانسي وقامت بشرح هذه العمليةَ كما سبق
كما اوضحت الابحاث أنه كلما كان الحب مرضيا ومتبادلا بين الطرفان، فان مجرد التفكير فى الشريك الاخر لا يشعرك بالسعادة فحسب بل يخفف من حدة الألم والضغوط اليومية والطاقة السلبية بشكل كبير
هناك فارق حتما بين مراحل الحب التى تمر على مدار السنين وبين مراحل الحب المتهور التى يصاحبها شعور مختلف، فإن ادمغتنا لا تدرك هذا الاختلاف لحظيا ولكن مع مرور السنين يبدو هناك الاختلاف جليا. في دراسةٍ قادتها بيانكا أسيفيدو -وهي الآن باحثةٌ بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا وُجِدَ أن المشاركين الذين أمضوا في الحياة الزوجية مدة 21,4 سنة في المتوسط، والذين أفادوا بأنهم ما زالوا يشعرون بالحب تجاه شركاء حياتهم، أظهَرَتْ أمخاخُهم نشاطًا في المناطق الغنية بالدوبامين، كالمنطقة السقيفية البطنية، يشبه تمامًا النشاط الذي ظهر في أمخاخ الذين كانوا يعيشون نوبات الحب المبكرة.
تبدو هذه الأنماط العصبية للحب الرومانسي عامةً ومشترَكةً في الجنسين، وفي مختلف الثقافات والميول الجنسية. ولكن، وفقًا لما أوردته مراجعةُ دياموند وديكِنسون، لا تبدو كل أنواع الحب أو الرغبة واحدة. فالحب الرومانسي والحب الأفلاطوني، على سبيل المثال، قد يكون لكلٍّ منهما طابعه العصبيُّ الخاص. وتُبين الدراسات أن العمليات العصبية المسؤولة عن الانجذاب والرغبة الجنسية يمكن أن تحدث بالتوازي مع العمليات التي تُنظِّم الحب الرومانسيّ، وقد تتقاطع أحيانًا معها، لكنها تظل مختلفةً عنها إلى حد كبير.
ومع ذلك، لا توجد دراسةٌ حتى الآن تتبعت الشخص ذاته على مدار حياته الرومانسية لمعرفة ما إذا كانت التغيرات العصبية تتوالى مع مرور الوقت. ويحاول الخبراء حاليًّا سد هذه الثغرات في فهمنا للموضوع. ومن المرجح أن تستهدف البحوث المستقبلية فصلَ العمليات الدماغية المعنية بالأمر بعضها عن بعض، بدءًا من أوَّلِ موعد غرامي عصيب إلى ما بعد مرور سنوات على اللحظة التي نطقَ فيها العاشقان للمرة الأولى كلمة "أحبك". وسوف تدرس البحوثُ المستقبليةُ أيضًا العملياتِ العصبيةَ الأساسية المرتبطة بأنواعٍ مختلفة من الحب، كحب العائلة، والأصدقاء، والأماكن، والأشياء.