محطات هامة في حياة العالم الشهير يوهانس كيبلر مؤسس قوانين حركة الكواكب

 يوهانس كيبلر عالم مشهور على نطاق واسع اليوم لاكتشافه قوانين حركة الكواكب. قام كيبلر بعمل هام في مجال البصريات Optics وساهم أيضًا في تطوير حساب التفاضل والتكامل Calculus في عام 1615 ووضع أيضًا أول دليل على كيفية عمل الخوارزميات في عام 1624، وعلاوة على ذلك، فإن حسابات الجداول الفلكية الخاصة بكيبلر تعتبر الأكثر دقة.

عندما ولد كبلر في وقت متأخر من القرن السادس عشر، كان العلماء يعتقدون بأنّ الكواكب الموجودة في النظام الشمسي تنتقلُ على مساراتٍ دائريةٍ حول الأرض. هذه المشكلة تمّ حلُها بإضافة أفلاكٍ دائريةٍ جديدة إلى المسارات الكوكبية. لم يقم كبلر بالدفاع العنيد عن فكرة دوران الكواكب حول الشمس فقط، وإنّما اكتشف أيضاً أنّ مسارات الكواكب لم تكن دائرية بشكلٍ مثالي. عُرفت توصيفاته للحركة الكوكبية بقوانين كبلر.

ميلاد يوهانس كيبلر:


 ولد كبلر في 27 ديسمبر 1571، كان طفلاً مريضاً لوالدين فقيرين. ولد كبلر في قرية ألمانية صغيرة تدعى فايل وبعدها انتقل مع والديه إلى ليونبرغ في عام 1576. كان والده جندي من المرتزقة أمّا أمه فكانت ابنة لصاحب خان. وكان يوهانس ولدهما الأول. ترك والده البيت للمرة الأخيرة عندما كان كبلر في الخامسة من عمره، ويُعتقد أنّه توفي في الحرب في هولندا. وكطفل عاش كبلر مع أمه في خان جده. ويُخبرنا كبلر نفسه أنّه كان معتادٌ على خدمة الزبائن في الخان. لنتخيل كيف كان الزبائن يُخدمون من قبل طفل يمتلك موهبة في الرياضيات غير اعتيادية، غريبٌ جداً!

 درس كبلر في مراحله الأولى في مدرسة محلية وبعدها انتقل إلى مدرسة ثانوية قريبة. حصل كبلر على منحةٍ دراسيةٍ للدراسة في جامعة توبنغن –معقل العقيدة الأرثوذكسية، حيث درسَ ليُصبح كاهناً لوثرياً. حين كان هناك، درس كبلر أعمال نيكولاس كوبرنيكوس، الذي قال بأنّ الكواكبَ تدورُ حول الشمس بدلاً من الفكرة التي كانت سائدة والتي تقول بدورانها حول الأرض، على الرغم من عدم امتلاك كوبرنيكوس لأدلةٍ رصدية كي يقدم برهاناً على فكرته.

معلومات عن ولادته ونشأته:

 • ولد في 27 كانون أول 1571 ميلادي في مدينة فابل الالمانية

•كان من عائلة متوسطة الحال، فكان والده يمتلك حانة. عمل في حانة أبيه ساقياً ولكنه لم يُثبت جدارته في هذا المجال، فقرر والداهُ أن يرسلاه لدراسة الدين.

• ذهب يوهانس كيبلر الى جامعة (توبنجن اللاهوتية) وهي من الجامعات الشهيرة في ألمانيا.

• تخصص بدراسة (علم اللاهوت).

• التقى هناك أحد الأساتذة الذي حدد مستقبله، حيث قام بشرح دقيق له عن (النظام الكوبرنيكي) للعالم البولندي (كوبر نيكولاوس).

شُهرة وأعمال يوهانس كيبلر

•دَرَس (يوهانس كيبلر) هذه النظرية حتى أدركها وأكدها أيضاً مما شهره لدرجة كبيرة وأصبح إسمه يُذاع في علم الفلَك.

•في عام (1599) ميلادي عَملَ كمُساعد للعالم الفلكي (تايكو براهي) في بلاط الإمبراطور (رودلف الثاني). بَعد أشهُر من عمله مع العالم (تايكو براهي) في مرصده، توفي أستاذه (تايكو براهي)، مما دفعَ (يوهانس كيبلر) الى أن يَرثَ كل الإنجازات الرصدية، وأصبح عالم الفلك في البلاط الملكي.

• رصَدَ كيبلر النجوم وقد استخدم أجهزة بصرية بدائية، وكان يحسب الأرقام ويدرسها على أوراقه

 •إهتم بدراسة ظاهرة إنكسار الضوء، وأخرج القانون الثاني لها، بعد إكتشافه نموذج المسار الإهليجي

• بَرع يوهانس في الرياضيات، واقترب من تحقيق حساب التفاضل والتكامل.

 •كانت قواني (كيبلر) سبب رئيسي في اكتشاف العالم (إسحق نيوتن) لقانون الجاذبية.

 قوانين يوهانس كيبلر لحركة الكواكب:

وضَع يوهانس قوانينه الثلاثة الهامة بحركة الكواكب حول الشمس، وقد عَمَمَ هذا الإستنتاج على جميع مسارات الكواكب السيارة بما في ذلك الأرض

 - القانون الأول: "كل كوكب يدور في مدار إهليجي حول الشمس، تقَع الشَمس في إحدى بؤرتيه"،وقد راجعَ (يوهانس كيبلر) دراسة سرعة الكواكب في مداراتها، وأستنتج أن سرعتها تتغير من موقع الى آخر بحسب قربها أو بُعدها عن البؤرة التي تقع فيها الشمس.

- القانون الثاني: "إن الخَط الواصِل بين الكوكب والشمس يَمسح مساحات مُتساوية للفلك في أزمنة مُتساوية"، والقانون الثاني يُبين أن - سرعة الكواكب تتزايد كلما إقتربت من الشَمس، وقد حَسَبَ أقطار هذه المدارات.

- القانون الثالث: "مُرَبع زَمن دورة الكوكب حول الشمس تتناسب تناسباً طردياً مع مُكَعَب نصف المحور الكبير". إن أقطار المدارات لها - أشكال إهليجية ولها محورين مُختلفين، ومركز الإهليج هو النقطة التي تقع عند تقاطع المحورين.


كان كبلر رجلاً عميقَ التدين. وتحتوي كتابته جميعاً على إشارات كثيرة إلى الله، واعتقد كبلر بأنّ أعماله ما هي إلا واجبٌ عليه كمسيحي، يسعى لفهم أعمال الله، آمن كبلر بأنّ الرحل المخلوق أصلاً على صورة الله، قادرٌ حكماً على فهم ما خلقه.

آمن كبلر أنّ الله قام بخلقِ الكون وفقاً لخطةٍ رياضية،طالما أنّ الرياضيات قُبلت على أنها الطريقة الآمنة من أجل الوصول حقيقة العالم (تم اعتبار مفاهيم اقليدس على أنها مسلمات وصحيحة وتمثل الواقع)، لدينا إذاً استراتيجية من أجل فهم الكون. كان كبلر بشكلٍ دائم يُعيد شكره لله على منحه الإلهام والرؤية، لكنّ هذه الرؤية كانت عقلانية، على الرغم من أن العديد من المؤلفين يعتبرون كبلر مثالا قويا على اللاعقلانية في نظرية المعرفة. في العام 1596، كتبَ كبلر أول دفاعاته العامة عن نظام كوبرنيكوس. كان موقفاً خطيراً، فلقد سخر مارتن لوثر في العام 1539 من هذه النظرية عندما سمعها للمرة الأولى، في حين اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية عام 1615 هذه الفكرة عبارة عن هرطقة (لتحكم على غاليليو غاليلي بعد ذلك بالإقامة الجبرية جراء عرضه ودفاعه عن الفكرة ونشره للموضوع).


اكتشافات بارزة أخرى: 

على الرغم من أن كبلر معروف بقوانينه التي تدرس الحركة الكوكبية، إلا أنه أنجز عدة إسهامات بارزة أخرى في العلم. لقد كان كبلر أول من ذكر بأن الانكسار الضوئي هو المسؤول عن الرؤية بالعين، وأن استخدام العينين يعطي إحساساً بالعمق. قام كبلر بصنع نظارات للمصابين بكلٍ من قرب وبعد النظر، وشرح كيفية عمل التلسكوب. قام كبلر كذلك بوصف الصور وعملية التكبير، كما أنه فهم خواص الانعكاس. ادعى كبلر بأنّ المسؤول عن الجاذبية هما الجسمين معا وليس جسماً واحداً، وكمثال على ذلك، فإن القمر هو من يسبب حركة المد والجزر على الأرض. اقترح كبلر بأن الشمس تدور، واخترع كلمة التابع الطبيعي ‘‘satellite‘‘. حاول كبلر استخدام معرفته بالمسافة التي تتحركها الأرض من أجل قياس البعد الذي يفصلنا عن النجوم. حسب كبلر أيضاً بالإضافة إلى كل ما سبق سنة ميلاد المسيح.

حياته العلمية وأهم أعماله:

وفي الجامعة تعلم على يد كوبرنيكس، وبعد أن تخرج بدأ في تدريس الرياضيات وعلم الفلك في جراتس، وقد كتب ورقة بحثية دفاعًا عن نظام كوبرنيك الذي يؤكد فيه مركزية الشمس تحت مسمى “Mysterium Cosmographicum” في عام 1696.

وكان كيبلر ينتمي للمذهب اللوثري وبالرغم من ذلك لم يمن بالوجود الحقيقي للمسيح في المناولة الأولى كما تعتقد الكنيسة، ورفض التوقيع على صيغة بذلك، لذلك تم طرده من الكنيسة اللوثرية، كما أنه لم يرغب في التحول إلى الكاثوليكية ولذلك أصبح منبوذ من كلا الجانين، وظل في صراع معهم لمدة ثلاثين عامًا وقد اضطر لمغادرة جامعة جراتس بسبب تلك الخلافات.

انتقل كيبلر إلى براغ في عام 1600، حيث عينه عالم الفضاء الدنماركي تايكو براهي لتحليل الملاحظات الكوكبية وكتابة الحجج ضد خصومه، وعندما توفي براهي في عام 1601، تولى كبلر منصبه وعمل كعالم رياضيات للإمبراطور رودولف الثاني.

ولكن عندما تنازل الإمبراطور رودلف عن الحكم لأخيه ماتياس في عام 1611، اضطر كيبلر إلى مغادرة براغ لأنه اسميًا ينتمي للوثرية، ولكن معتقداته جعلته غير مرحب به أيضًا في المناطق اللوثرية.

وقد توفيت زوجته بسبب الحمى المرقطة وتوفي ابنه بسبب الجدري، وسمح له بالانتقال إلى لينز وظل عالم الرياضيات الإمبراطوري في ظل حكم ماتياس أيضًا، وقد تزوج مرة أخرى وأنجب ستة أطفال ولكن ثلاثة منهم توفوا في مرحلة الطفولة، وفي وقت لاحق اضطر كيبلر للعودة إلى بلدته في فورتمبورغ للدفاع عن والدته التي اتهمت بالسحر.

في عام 1619 نشر كتابه Harmonices Mundi والذي أطلق عليه القانون الثالث، كما نشر كتاب Epitome astronomiae المكون من سبعة مجلدات وقد ناقش هذا العمل البارز كل أمور علم الفلك المعتمدة على مركزية الشمس بطريقة منهجية، وأكمل الجداول التي بدأها العالم براهي    كما تضمنت أعماله تطوير حسابات باستخدام اللوغاريتمات، كما أنشأ جداول دائمة يمكن أن تتنبأ بمواقع الكواكب، وقد ثبت صحتها بعد وفاته. 

وفاة كيبلر

توفي كيبلر في ريغنسبورغ في عام 1630، ولكن قبره فقد بعد تدميرالكنيسة التي دفن فيها خلال حرب الثلاثين عام. 




  • Share

    • 2496
    • 2,705