نصائح لحماية الجسم من ارتفاع درجات الحرارة في رمضان

تشهد المنطقة العربية إرتفاع تدريجي وملحوظ فى درجات الحرارة خلال الأسبوع الجاري يصل إلى طقس شديد الحرارة بنهاية الأسبوع، وهو الأمر الذي يخيف الكثيرين خاصة مع تزامن ذلك مع صيام الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك، وهو ما قد يتسبب فى مشاكل للصائمين خاصة المرضى والذين يعملون فى مهن شاقة.  

ولصيام صحي وآمن نقدم بعض النصائح التى تحمي الصائم من تأثير الدرجات الحرارة الشديدة عليه وتحميه من أشعة الشمس وتضمن له صيام طبيعي دون تعب أو مشقه، ولكن قبل البدء فى تقديم النصائح فأولا لابد من معرفة تأثير درجات الحرارة المرتفعه على الإنسان خاصة وقت الصيام.

من المعروف أن إرتفاع درجات الحرارة ووصولها إلى 40 والتعرض المباشر لأشعة الشمس وقت الذرورة خاصة فى وقت الصيام، له تأثيرات خطيرة على الإنسان حيث أنها قد تتسبب فى تعرض الشخص لما يسمى بالإجهاد الحراري، الذي يحدث عندما يصبح الجسم جافًا وغير قادر على تبريد نفسه بدرجة كافية للحفاظ على درجة حرارة صحية، وإذا لم يتم علاج ذلك فإنه قد يؤدي إلى ضربة شمس وقد تهدد حياة الإنسان.

وتعتبر الفئات الأكثر عرضه لضربة الشمس هم: الرضع والأطفال الصغار وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والنساء الحوامل والمرضعات، والمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية بالقلب وإرتفاع ضغط الدم وأمراض الرئة، خاصة وإذا تعرضت هذه الفئات لأشعة الشمس المباشرة أو التواجد فى أماكن حارة دون وجود تكييف وملطف للهواء، وقد تتسبب ضربة الشمس لهذه الفئات في تلف الأعضاء أو الموت.

يساعد التعرق فى الحفاظ على درجة حرارة الجسم صحية عن طريق زيادة فقدان الحرارة من خلال التبخر، ولكن عندما يصاب الشخص بالجفاف أوتصل درجة حرارة جسمه إلى 40، فإنه لا يتعرق بنفس القدر، ويتركز دمه ويضعف أداء الجسم.وفى هذه الحالة يجب خفض رجة الحرارة بسرعة، حيث أنه من الممكن أن يصاب بضربة شمس وتتلف أنسجة العديد من أعضاء الجسم التى يصاحبها تغيرات فى الجهاز العصبي المركزي تؤدي إلى الهذيان والغيبوبة، بالإضافة إلى التأثير على الجهاز الهضمي، ومن الممكن أن يحدث تلف فى الكبد والكلى والعضلاات والقلب.

 وهناك العديد من الأسباب التى تؤدي إلى الإجهاد الحراري وهي، الجفاف: والمقصود به تعرض الجسم لإنخفاض شديد فى كمية السوائل فيه والتى تمثل نسبة 70% من مكونات الجسم نتيجة زيادة فقدان السوائل عن طريق العرق وغيره، وهذه الحالة محتملة أثناء الصيام فى شهر رمضان بسبب إرتفاع درجات الحرارة الذي يسبب فقدان كميات كبيرة من السوائل فى الجسم والتى تعوض بالشرب طوال النهار، وللجفاف أو نقص السوائل أعراض تظهر حسب نسبة الجفاف فى درجة الإصابة به فلو كانت الحالة طفيفة تتمثل أعراضه بجفاف الفم وقلة النشاط والنعاس والعطشوجفاف الجلد وأحيانًا الإصابة بالصداع وتسارع دقات القلب.

أما إذا كان الجفاف في المراحل المتقدمة منه، فقد يزيد عليها أعراض مثل عدم التعرق، وعدم تكون البول وانخفاض ضغط الدم والغيبوبة.

 ويجب أن تبقى درجة حرارة الجسم حوالي 37 درجة مئوية، وألا ترتفع عن هذه الدرجة، ويبرد الجسم عن طريق التعرق والذي يمثل عادة 70 إلى 80% من فقدان حرارة الجسم، لذلك نجد أن معظم أدوية علاج إرتفاع درجات الحرارة تسبب التعرق، وإذا أصيب الشخص بالجفاف، فإنه لا يتعرق كثيرًا وتستمر درجة حرارة جسمه فى الإرتفاع.

ومن العوامل الأخرى التى تؤدي إلى الإجهاد الحرارة وإرتفاع درجة حرارة الجسن، هو قلة تدفق الهواء والعمل في المناطق الحارة أو سيئة التهوية أو المحصورة، والأمر الثالث والأخيرة هو التعرض لأشعة الشمس، خاصة في الأيام الحارة بين الساعة 11 صباحًا و3 مساءً.

وتختلف التأثيرات التى يحدثها الإجهاد الحراري على الجسم، ولكن من الشائع أنها تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بصورة عالية، وأحمار وجفاف البشرة (بدون عرق)، وجفاف اللسان وتورمه، وزيادة سرعة النبض، وخفقان الرأس والصداع، والدوخة والارتباك والغثيان، وفقدان الوعي.

ولكي نمنع الجسم من الإصابة بالإجهاد الحراري فيجب إتباع عدد من النصائح التى تقي الإنسان من الإصابة بضربات الشمس وتقلل من حالة الجسم ومنها:

أولا: شرب الكثير من الماء أو غيره من السوائل الباردة غير الكحولية حتى لو لم يشعر الإنسان بالعطش، ولكن يجب تجنب شرب السوائل شديدة البرودة لأنها قد تسبب تشنجات في المعدة.

ثانيًا: تجنب ممارسة الرياضة في الطقس الحار، وفي حالة إذا كان لابد من ممارسة التمرين الرياضية والنشاط لا مفر منه، فيجب جدولة التمارين الرياضية وتخصيص الجزء الأكبر منها لممارستها فى الأوقات الأكثر برودة من اليوم والراحة بين الوقت والأخر، ويجب أن يحاول الشخص كلما أمكن من البقاء في المنزل قدر المستطاع خلال ارتفاع درجات الحرارة وخاصة أوقات الظهيرة أو السير في الظل.

ثالثًا: إذا تواجد الشخص فى المنزل فيجب أن يقوم بغلق الستائر وإستخدام المرواح أو التكييف لتخفيف شدة الحرارة.

رابعًا: التقليل من وجبات الطعام الدسمه التى تعطي طاقة كبيرة للجسم والتركيز على الوجبات الباردة مثل السلطة.

خامسًا: إرتداء ملابس فاتحة اللون فضفاضة من ألياف طبيعية مثل القطن والكتان، والحفاظ على الجسم بارد قدر المستطاع من خلال إستخدام المناشف المبللة، ووضع القدم فى ماء بارد.

سادسًا: فى حالة الإضطرار للخروج فى درجات الحرارة اللمرتفعة فيجب أن يتم تحديد النشاط الخارجي بعد إنتهاء حرارة الشمس الساعة الرابعة عصرًا، إلى جانب القيام بحماية الجسم من أشعة الشمي من خلال تغطية البشرة المكشوفة بإستخداك واقي الشمس وإرتداء القبعة، ووضع شمسيه أثناء السير لحمياة الرأس من أشعة الشمس المباشرة، والراحة بإنتظام فى الظل وشرب السوائل بكثرة.

نصائح للصائمين لتجنب درجات الحرارة:

إن إرتفاع درجة الحرارة هذه الأيام يؤدى الى العطش، ويلعب نوع الغذاء الذى يتناوله الصائم دورا كبير فى تحمل العطش أثناء ساعات الصيام ولكى يتغلب الإنسان على هذا الإحساس بالعطش يمكن إتباع النصائح الأتية:-

أولا: يجب تجنب تناول الأكلات والأغذية التى تحتوى على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل وخاصة عند وجبة السحور، لأنها تحتاج الى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها، والتركيز على الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة للصيام، فتناول الكربوهيدرات المعقدة، مثل الخضروات والفواكه، والحبوب، والحمص، والعدس يعطي مصدراً جيداً للطاقة يدوم طيلة اليوم. أيضاً يمكن تناول مشتقات الحليب قليلة الدسم مثل اللبن، او اللبنة، كما يستحب إضافة الدهون غير المشبعة الصحية للسحور، مثل الأفوكادو، والمكسرات غير المملحة، والزيتون، وزيت الزيتون.

ثانيًا: شرب كميات قليلة من الماء على فترات متقطعة من الليل

ثالثًا: تناول الفواكه والخضروات الطازجة فى الليل وعند السحور، حيث أن هذه الأغذية تحتوى على كميات جيدة من الماء والألياف التى تمكث فترة طويلة فى الأمعاء مما يقلل الإحساس بالجوع والعطش.

رابعًا: تجنب وضع الملح الكثير على السلطة والأفضل وضع الليمون عليها والذى يجعل الطعم مثيل للملح فى تعديل الطعم، والإبتعاد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة مثل السمك المالح والمخللات، لأن هذه الأطعمة تزيد من حاجة الجسم للماء، كما يجب تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية، حيث أنّ الكافيين قد يؤدي إلى زيادة التبول عند البعض، مما يزيد من خسارة السوائل.

خامسًا: تجنب تناول المثلجات على معدة فارغة أو عند بداية الإفطار لأن هذا لا يروي العطش وإنما يؤدي إلى إنقباض الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف الهضم، لذلك فيجب أن تكون درجة الماء معتدلة أو متوسطة البرودة وأن يشربها الفرد متأنيًا. كما أن شرب الكثير من الماء والعصائر وقت الفطار أوالسحور يقلل من كفاءة الهضم ويؤدي إلى حدوث الإضطرابات الهضمية، بجانب أن معظم هذه المياه تكون زائدة عن حاجة الجسم فتقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها. كما أن دفع الطعام بالماء أثناء الأكل طريقة خاطئة أيضًا لأنها لا تعطى فرصة للهضم، وأفضل طرق للهضم هو مضغ الطعام جيدًأ للحصول على طعم جيد.

سادسًا: تجنب شراء العصائر المحتوية على مواد مصنعة وملونة إصطناعيا والتى تحتوى على كميات كبيرة من السكر وقد ثبت عند أطباء التغذية أنها تسبب أضرار صحية وحساسية لدى الأطفال، وينصح باستبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه.

سابعًا: عدم الإكثار من الطعام مباشرة عند بدء الإفطار، وتناول كمية متوسطة من السكريات والتي تكسب الجسم طاقة للحركة، والابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة التي تحتوي على الدهون، ويجب تناول الطعام ببطء، وتناول كميات كبيرة من الخضراوات.

ثامنًا: بعد الفطار يجب أن يتم أخذ قسط من الراحة بعد تناول الطعام، ويفضل القيام بتمرينات رياضية خفيفة لإبعاد الخمول والكسل، وتناول كميات من المياه عند ممارسة الرياضة الخفيفة لمنع هبوط ضغط الدم.

تاسعًا: يجب الانتباه للطفل الصائم خصوصا فى أيام الحر ووقت ما بعد الظهيرة من حيث النشاط والحركة، وتشجيعهم على عدم القيام بالألعاب العنيفة والألعاب التى بها حركة كبيرة والتى تسبب زيادة التعرق والإجهاد، كما يجب الحرص على أن يتناول الأطفال وجبة السحور فى وقت متأخره وتكون غنية بالألياف ووجبات صحية تساعدهم على مواصلة الصيام وفى حالة الخروج فى أوقات الظهيرة فيجب الأخذ بالرخصة إما منع الطفل من الصيام أو تجزأة اليوم له.

عاشرًا: بالنسبة لمرضى الدوار الشديدsevere vertigo (عدم الاتزانimbalance )، فعند الصيام يشعر هؤلاء المرضى بالرغبة فى القيء المستمر ونوبات من الدوخة الشديدة ويحتاج هؤلاء المرضى إلى السوائل بكثرة وإلى الأدوية المثبطة للدوار ومضادات الاقياء، لذلك فيجب على هذه الفئات البعد عن أي مجهود بدني خصوصا أثناء النهار والراحة التامة، واستعمال المضادات الحيوية إذا كانت الإصابة بكتيرية، إلى جانب تناول الأغذية السهلة البلع مثل شوربة الخضار، وتناول الفواكه والعصائر الغنية بفيتامين سى، والإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة، والبعد عن شرب القهوة والشاي، وتناول السوائل بكثرة وتناولها بدرجات حرارة معتدلة، والبعد التام عن المثلجات والمياه الغازية والأطعمة والتوابل الحارة.




  • Share

    • 4882
    • 5,941