نظرة في حياة السيدة عائشة رضي الله عنها




السيدة عائشة واحدة من أذكى نساء النبي (صلى الله عليه وسلم). كانت ذات لطف
آثر وذكاء لماح وصبا غض نضير. روت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألفي حديث. وهي عالمة وراوية حديث وفقيهه. وكانت من أحب
الزوجات إلى النبي (صلى الله عليه وسلم). السيدة عائشة هي قدوة لكل امرأة
تطمح أن تتقرب الى الله عز وجل وأن تحيا حياة كريمة.
 



عاشت (أم المؤمنين عائشة) لتكون المرجع الأول في الحديث والسنة. وأخذ
المسلمون عنها نصف دينهم كما أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم). قال (الإمام
الزهري): لو جُمِع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) وإلى
علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. وقال (هشام بن عروة): ما رأيت أحدًا أعلم
بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. عاشت لتصحح رأي الناس في المرأة العربية. وستظل
تبهر الدنيا يومًا بعد يوم.



 مولد السيدة عائشه أم المؤمنين



ولدت بمكة في الإسلام. واقترحت (خوله بنت حكيم) على الرسول (صلى الله عليه
وسلم) أن يتزوج عائشة بنت أبي بكر. وأحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك ليربط
الصلة بينه وبين أحب الناس إليه برباط المصاهرة المتين. خُطِبت عائشة وهي لم
تتجاوز السابعة من عمرها.



 وبعد الهجرة من مكة إلى المدينة،
هيأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بيتًا لعائشة. تنافس المهاجرون والأنصار في بناء
مسجد المدينة، ومن حوله تسع حجرات، بعضها من الجريد والطين، وبعضها من حجارة
مرصوصة بعضها فوف بعض. وتزوج الرسول (صلى الله عليه وسلم) عائشة وهي ابنة تسع سنين.
وشهد بيت بسيط مشيد من الطوب اللبن وسعف النخيل حياة زوجية حافلة ستظل حديث
التاريخ.



 قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاملته الحسنه تجاه زوجته



اكتمل نمو عائشة رضي الله عنها واكتملت شخصيتها في بيت النبي. كان الرسول
(صلى الله عليه وسلم) يداعب عائشة ويعلم صغر سنها. وبالرغم من صغر سنها، كانت
سريعة النمو وشديدة الذكاء ومتوقدة الذهن. وكان يقول لها الرسول (صلى الله عليه
وسلم): "حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى". وكانت شديدة الغيرة على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ولم تكن غيرتها هوجاء، بل كانت عاقلة لا تتنافى
مع الدين والعدل. كانت غيرة نابعة من شدة الحب. وعلى الرغم من ذلك توطدت علاقتها
بزوجة الرسول حفصة بنت عمر بن الخطاب.



 



تحملت السيدة عائشة والرسول (صلى الله عليه وسلم) محنة الإفك إلى أن
أظهر الله (عز وجل) براءة السيدة عائشة. وهي حادثة حدثت في عهد
 الرسول (صلى الله
عليه وسلم)
. روج لها المنافقون. وبرأ الله عز وجل السيدة عائشة بآيات من سورة النور تقول:  "إِنَّ
الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم
بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ
وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ لَوْلا إِذْ
سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا
وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء
فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ
الْكَاذِبُونَ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِذْ
تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم
بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلا إِذْ
سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ
هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
" 
صدق الله العظيم.



 



انتقل الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند وفاته إلى بيت زوجته الحبيبة عائشة.
واعتنت به فى الفراش حتى حانت لحظة رحيل المصطفى (صلى الله علية وسلم) ورأسه في حجز
زوجته عائشة. وماتت أيضًا السيدة عائشة وهي في السادسة والستين من عمرها. وتركت أعمق
الآثار في الحياة الفقهية والاجتماعية والسياسية للمسلمين.



 



ونخلص مما ذكرناه أنه يجب على المرأة أن تأخذ القدوة الحسنة من أمهات
المؤمنين. يجب على المرأة أن تهذب شخصيتها وتنميها وتزكيها. المرأة الحقيقية هي مزيج
من الدين والأخلاق والحياء والذكاء والعلم. وليست قوة المرأة في جمالها فحسب. المرأة
هي سكن الزوج وهي الأم المربية. وعليها أن تنظر في حياة السيدة عائشة بنت أبي بكر
لتساعدها على أن تحيا حياة مستقرة ناجحة. ويساعد ذلك على نجاح الزوج والأبناء ومن
ثم نجاح المجتمع.

  • Share

    • 3804
    • 3,853