هل الثوب والعقال لباس عربي؟ تعرف على ملابس العرب في الماضي


لطالما ارتبطت صورة الإنسان العربي في عالمنا المعاصر بنوع خاص من الملابس أصبح يرمز للعرب ويدل على معدنهم ويرشد إلى أصلهم وهذا اللباس هو الثوب الطويل والعقال الذي يوضع على الرأس ويقوم بارتدائه عدد كبير من شعوب العالم العربي بدءاً بالعراق والشام وانتهاءً بدول الخليج العربي.

ولكن مهلا .. هل فعلا كان أجدادنا العرب في الماضي وعبر تاريخهم الطويل يرتدون هذه النوع من الملابس؟

هذا السؤال يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول نوع الملابس الذي كان يرتديها العرب في الماضي، فمصطلح العقال مثلا قديم جدا عند العرب وهو عبارة عن حبل غليظ تقيد به أقدام الإبل للتقليل من سرعتها ومنعها من الفرار لمسافات بعيده، لكن مسألة وضع ذلكم العقال على الرأس لا أساس تاريخي له ولم يرد في أي من المصادر أن العرب كانوا يضعون عقال البعير على رؤوسهم، ومن هنا يتضح أن عقال الرأس حديث ونسب إلى العرب في الحاضر القريب وأصبح رمز وجزء أصيل من ملابسهم وشخصياتهم المعاصرة.

لكن فيما يخص الثوب الطويل فإنه لم يكن معروفاً عند العرب أبدا وكانت نساؤهم تلبس نوع طويل من الثياب المزخرفة والتي كانت تغطي كامل الجسم تقريبا أما الرجال فقد كانوا في الحقيقة يلبسون قطعة قماش مفتوحة تلف على الخصر وتربط بحزام وتغطي ما بين السره والركبة فقط وعرف هذا الزي عند العرب قديما باسم (المئزر) وهو أشبه ما يكون بلباس الحجاج والمعتمرين، أما أعلى الجسم فقد كان يترك مكشوفا عند كثير من المجتمعات العربية القديمة أو يغطى جزء بسيط منه بقطعة أخرى من القماش الطويل التي تلف الصدر من أعلى الكتفين نزولا إلى أسفل البطن على شكل حرف أكس في اللغة الانجليزية، والصورة المرفقة أدناه توضح تماما هذا النوع من الملابس.

هل الثوب والعقال لباس عربي؟ تعرف على ملابس العرب في الماضي


ومن المعروف أن العرب كانوا فرساناً ومحاربين يمتطون ظهور الأحصنة وساعدهم لباس المئزر في تسهيل حركتهم عند ركوب الخيل أو الركض أو خوض المعارك على عكس الثوب الذي يقيد الحركة ويحد منها بشكل كبير حيث يعتقد الكثير أنه كان لباس العرب الأوائل وهذا غير صحيح بشواهد التاريخ نفسه، فبمجرد إلقاء نظرة بسيطة على بعض القطع الأثرية التي تصور ملوك العرب القدماء في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية (اليمن) فإنها تظهر بجلاء أدق التفاصيل في ملابسهم والتي تتكون أساسا من المئزر السابق ذكره ولا وجود للثوب أو عقال الرأس، وكان الرأس يغطى بالعمامة التي تلف وتشد على الرأس وكانت أيضا معروفة عن العرب القدماء وجزء أصيل من ملابسهم إضافة إلى جزء آخر مهم وأساسي في زيهم وهو الخنجر الذي يوضع عادة على الخصر.

كانت هناك بعض الأمم المجاورة للعرب والتي كانت ملابسهم تشبه إلى حد ماء ملابس العرب مثل الفراعنة في مصر حيث كانوا يلبسون المئزر أيضا ولو بطريقة مختلفة قليلا عن العرب، ومن الملاحظ عند مشاهدة بعض المسلسلات التاريخية العربية أن المخرج عادة يبالغ بشكل كبير في وضع الملابس على الشخصيات التي تمثل ابتداء من وضع البنطال الطويل المغطى بالقميص والمجندل بالعباءة أو الوشاح والرداء الطويل المنسدل على الظهر وغيرها من الزخارف والقطع التي لم يكن العرب يعرفونها ولم تكن يوما جزء من ملابسهم التي يرتدونها إطلاقا.

ومن المهم جدا أن نذكر هنا أن بعض الشعوب العربية ما زلت إلى يومنا هذا ترتدي لباس العرب القديم ويعتبر الزي الشعبي في تلك المجتمعات مع إضافة بسيطة له وهي ارتداء القميص المعروف والمفصل والذي يغطي الجزء العلوي من الجسم كما يقومون بشد العمامة على الرأس ويضعون الخناجر على الخصر.

ويقتصر وجود تلك المجتمعات حاليا في جنوب الجزيرة العربية كاليمن تحديدا وأجزاء من غرب عمان وجنوب المملكة العربية السعودية.




  • Share

    • 8495
    • 14 K