في أوقات الأزمات، يجد الناس أنفسهم في مواجهة تغييرات في نمط حياتهم، وكان أحد التغييرات المبكرة والأكثر وضوحًا التي شوهدت أثناء فترة الحظر بسبب انتشار فيروس كورونا كوفيد19، هو كيفية تعاملنا مع الوسائط، وخاصة كيفية قراءتنا.
يميل الناس إلى الشعور بالراحة في كتب معينة، لكن يمكن أن تتغير عادات القراءة وتفضيلات ما تقرأه خلال فترات التوتر. يساعد هذا في تفسير سبب جذور الكثير من الروايات الأدبية في أوقات الاضطرابات الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية الكبيرة.
على سبيل المثال، ظهر نوع الخيال العلمي مدفوعًا بكل من الثورة الصناعية ونظريات التطوّر لتشارلز داروين، أما القصص البوليسية المشوقة والتي ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي، فكانت تستمد الدافع من الحرمان الذي حدث في الكساد الكبير.
بينما لا يزال من المبكر نسبيًا رؤية تأثير فيروس كورونا والحظر على الصناعة الإبداعية، كانت هناك بعض الأنماط اللافتة للنظر في استهلاك الوسائط في الجزء الأول من الوباء.
كانت الكتب عن العزلة، مثل روايات جابرييل جارسيا ماركيز مائة عام من العزلة والحب في زمن الكوليرا.
في ضوء هذه الأنماط من عادات القراءة المتغيرة في أوقات الاضطرابات التي تشير إلى حدوث مثل هذه التغييرات خلال Covid- 19، شارك ما يصل إلى 860 مشاركًا في استطلاعنا عبر الإنترنت، والذي تم الإعلان عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تظهر النتائج التي توصلت إليها الأبحاث الحديثة أن فترة الحظر لم تغير فقط كيفية قراءة الناس في أوقات التوتر، ولكن أيضًا ما يلجأ إليه الناس من أجل الراحة أو التشتيت.
أفاد المستجيبون عمومًا أنهم كانوا يقرؤون أكثر من المعتاد. كان هذا إلى حد كبير بسبب الحصول على مزيد من وقت الفراغ (بسبب الإجازة، أو عدم السفر، أو الالتزامات الاجتماعية المعتادة أو الأنشطة الترفيهية).
كان حجم القراءة المتزايد مُعقدًا لمن لديهم مسؤوليات رعاية، حيث أفاد العديد من الأشخاص الذين لديهم أطفال أن وقت القراءة لديهم قد زاد بشكل عام بسبب مشاركتهم في القراءة مع الأطفال، ولكن لديهم وقت أقل من المعتاد للقراءة الشخصية.
وكانت معدلات القراءة أكثر تعقيدًا بسبب مشكلة الجودة مقابل الكمية، حيث قضى الناس وقتًا أطول في القراءة، هروبًا من الواقع، لكن عدم القدرة على التركيز يعني أنهم أحرزوا تقدمًا أقل من المعتاد.
باختصار، قضى الناس وقتًا أطول في القراءة ولكن الحجم الذي يقرؤونه كان أقل.
على الرغم من الأرقام المبكرة التي أظهرت ارتفاعًا في الاهتمام بالمحتوى المتعلق بالأوبئة والعزلة، يبدو أن الناس سرعان ما سئموا من هذه المواضيع.
سعى العديد من المستجيبين إلى موضوع يمكن التنبؤ به على الأقل، إن لم يكن بالضرورة مريحًا، حيث يوجد الناس الكثير العزاء في "الأمان"الذي يجدوه في أنواع معينة من القراءة، كما وجد آخرون أنفسهم أقل انتقائية بشكل ملحوظ بشأن النوع مما كانوا عليه قبل الحظر، فهم يقرؤون أكثر، وعلى نطاق أوسع.
وجد الكثيرون أن الحظر يمثل فرصة رائعة لاستكشاف أشياء لم يكن لديهم في العادة الوقت أو الرغبة في قراءتها (مثل الكلاسيكيات الضخمة التي بدت مملة جدًا أو ثقيلة جدًا في التنقل) أو لملء الفجوات المعرفية الأخرى (الاحتجاجات)، أكثر من وحشية الشرطة والعنصرية، حيث تم الاستشهاد بها بشكل متكرر كعامل مساعد للعديد من القراء الذين يبحثون عن المزيد من النصوص من قبل المؤلفين غير البيض.
كما هو الحال مع اختيار نوع ما تقرأة، كان القراء عمومًا ينقسمون إلى معسكرين: أولئك الذين يقرؤون للاستكشاف، وآخرون يكررون ما قرءوا في وقت سابق من أجل الأمان، حيث وجد من يقوم بالتكرار العزاء في الحصول على مشاعر معروفة تتجنب التشويق والمفاجآت.
مما لا يثير الدهشة أن فترة الحظر جعل إعادة القراءة ضرورة جسدية للبعض، حيث لاحظ بعض المستجيبين أنهم لم يتمكنوا من زيارة المكتبة أو تصفح المكتبة بحثًا عن كتب جديدة.
وأفاد آخرون أنهم ببساطة يرغبون في توفير المال.
من ناحية أخرى، أراد المشاركون الذين أبلغوا عن إعادة القراءة أقل من المعتاد خلال فترة الإغلاق استخدام وقتهم للبحث عن مواضيع وأنواع جديدة.