هل يمكن أن تكون الصحراء أجمل من غيرها من البيئات المخضرة؟ 4 أسباب تجعلك تفكر في الصحراء بشكل مختلف

دائما ما تنجذب النفس البشرية إلى المناطق الخضراء والأرض العشبية الزاهية المرصعة بألوان الزهور المختلفة، كما ترتاح النفس لمنظر الماء وتطرب الأذن لصوت جريانه مع زقزقة العصافير ومنظر الجبال البعيدة في الأفق وبساط الغابات الممتد على مد البصر والسماء الزرقاء الصافية، وتعتبر هذه اللوحة الفنية البديعة هي الصورة السائدة عن الجمال الطبيعي في أذهان البشر يتغنون بها ويتمنون العيش بين ظلالها الوارفة وينعمون بخيراتها

ولكن هذا الجمال الباهر والبساط الأخضر الزاهي والأجواء المثالية قد يخفي في طياته الكثير من الأشياء التي قد تكون مؤذية أو غير محببة للبشر، فهذه البيئات الخضراء وارفة الظلال غزيرة المياه هي في حقيقة الأمر مأوى لشتى أنواع الحشرات والميكروبات والطفيليات التي تعيش وتتكاثر وتنتشر فيها خصوصا البعوض والذباب وغيرها من الحشرات المؤذية التي تقلق مضجع الإنسان وتكدر صفو حياته وتسبب له العديد من الأمراض والآفات الخطيرة.


وبالمقابل فإن هناك صورة سلبية عالقة في أذهان الكثير من البشر عن بيئة جغرافية أخرى معاكسة تماما لبيئة الغابات والمستنقعات وهي الصحراء، فالكثير منا يشمئز بمجرد ذكر أسم الصحراء وينفر منها تلقائيا ويقرنها في عقله الباطن بالجفاف والقحط والحرارة المرتفعة وصعوبة الحياة والتنقل فيها وانعدام الماء والكلأ، وهذه الصفات هي بالفعل ما يميز بيئة الصحراء عن غيرها من البيئات الطبيعية الأخرى ولكن في حقيقة الأمر فإن الصحاري والقفار ليست كلها شر مستطير بل على العكس من ذلك تماما ففي الصحراء توجد أشياء ومميزات إيجابية جدا تكاد تنعدم في غيرها من البيئات الطبيعية على سطح كوكب الأرض مما يجعلها بحق بيئة مثالية جدا لحياة الإنسان ويحسن بنا في هذا المقام أن نذكر بعض تلك المميزات


تتميز بيئة الصحراء إجمالا بما يلي:

أولا : تعتبر الصحراء بيئة نظيفة جدا إذا ما قورنت بمناطق الغابات والمستنقعات الرطبة فهي تكاد تكون خالية تماما من الحشرات والطفيليات والميكروبات الضارة والتي تسبب للإنسان الكثير من الأمراض حيث تعتبر الصحراء بيئة طاردة لها ويقتصر وجود الحياة فيها على أشكال مقاومة للجفاف ومتكيفة بشكل كبير للعيش في تلك الظروف القاسية وأغلب أشكال الحياة تلك غير مؤذية ولا تسبب أي إزعاج أو قلق للبشر.

ثانيا : تتميز الصحراء بالهدوء والسكينة الدائمة بحكم خلوها من أشكال الحياة الرئيسية وبعدها عن صخب المخلوقات الطبيعية، وهذا الأمر محبب لدى الكثير من البشر الذين يعانون من ضجيج الحياة وإزعاجها ولربما هربوا إلى الصحراء لينعموا بالهدوء والسكينة لبعض الوقت.

ثالثا : الصحراء بيئة مثالية للتأمل والخلو بالنفس واعتزال الناس وهي بيئة تصنع وتشكل الإنسان المكافح وتربيه على تحمل الشدائد وخوض الصعاب وهذه الميزة لا تجدها إلا في من يسكنون الصحاري والقفار.

رابعا : لا تخلوا الصحاري من مناطق الواحات الخضراء المتناثرة هنا وهناك وهذا الأمر مفيد جدا ويعتبر حلقة وصل بين بيئة الصحراء وبيئة الحياة والخضرة وبوجودك في أحدى الواحات الخضراء في قلب الصحراء فكأنك تعيش في بيئتين متناقضتين تماما في نفس اللحظة وهذا الشعور المثالي يسبب الراحة للنفس ويجلب السعادة والسكينة.


وعليه وبحكم غلبة تلك البيئة الصحراوية على منطقتنا العربية فإنه من المفيد جدا لنا معرفة جميع أسرارها وأن نعيش في كنفها مقتنعين بما وهبه الله لنا فيها من سكون وراحة ونظافة لا توجد في أماكن أخرى من العالم نتمنى نحن سكان الصحراء زيارتها أو العيش فيها غير مدركين لما تحويه من صنوف المخاطر والآفات التي نسمع عنها يوميا من أعاصير وفيضانات وأمراض وأوبئة تجعل الإنسان العاقل يفكر مليا في تلك الأم الحنون التي تحتضنه وتحتويه وتحميه من كل تلك المخاطر والآفات فيحمد الله على نعمة العيش في الصحراء.



  • Share

    • 1916
    • 8,015