رحل عن عالمنا منذ قليل الكاتب الكبير دكتور (أحمد خالد توفيق) عن عمر يناهز 56 عاما إثر أزمة قلبية مفاجئة نقل على أثرها لاحدى المستشفيات الجامعية بالقاهرة حيث فارق الحياة. الكاتب الكبير من مواليد 1962 بمدينة طنطا المصرية ويعمل أستاذا لطب الأمراض المتوطنة بجامعة طنطا وله العديد من المؤلفات الأدبية. بدأ دكتور أحمد خالد توفيق الكتابة بالعديد من السلاسل الأدبية للشباب ويعتبر رائدا في مجال أدب الرعب الوليد في الوطن العربي ومن مؤلفاته سلسلة ما وراء الطبيعة التي تهتم بأدب الرعب من خلال شخصية البطل دكتور رفعت اسماعيل وسلسلتي سافاري و فانتازيا. اتجه دكتور أحمد خالد توفيق في الفترة الأخيرة لكتابة الرواية الواقعية التشاؤمية عن طريق نقد المجتمع المصري و العربي بوجه العموم من جهة و توقع مستقبل لا يقل رداءة عن الواقع الحالي من جهة أخرى وربما كان ذلك بسبب انحدار مستوى الفكر العام و الأخلاق في الوطن العربي وضياع الهوية والتي كانت من أهم محاور اهتمامات الكاتب. يحسب لدكتور أحمد خالد توفيق انضمامه للتيار الثوري المصري و ابتعاده عن مجاراة النمط العام في الاعلام الرسمي بمداهنة السلطة و الحاكم ولكنه ظل محبوبا من كلا الفريقين، فريق الثورة و فريق الاعلام الرسمي وذلك بسبب أدبه الشديد و دبلوماسيته ومهارته في استعمال مفردات ساخرة يمكن فهمها على عدة نواحي. يذكر للكاتب ايضا انحيازه في كتابة شخصياته للبدل غير المثالي أو مضاد البطل حيث لا تتسم شخصياته بالنمط التقليدي المعروف في البطل بل بالعكس انعكست روحه الساخرة على شخصيات أبطاله الغير مثاليين سواء من الناحية الفيزيائية أو الناحية الأخلاقية. ننعي بكل أسى كاتبنا الجميل ونسأل الله أن يتغمده برحمته ويعوضنا عن فقده حيث سيترك الكاتب الجميل فراغا كبيرا في قلوب جيل كامل من الشباب تربى على سلاسله الروائية الناجحة في الصغر و رواياته الواقعية الساخرة في الكبر. يذكر أن آخر مؤلفات الكاتب الروائية هي رواية شئابيب وتم صدورها في النسخة الأخيرة من معرض الكتاب بالقاهرة ولاقت نجاحا كبيرا بين قرائه استكمالا لنجاح رواياته السابقة والتي نخص بالذكر منها روايات (يوتوبيا) و (السنجة) و أيضا رواية (في ممر الفئران) المأخوذة عن قصة سابقة في سلسلة ما وراء الطبيعة. نعى معجبوا دكتور (أحمد خالد توفيق) فقيدهم بكلمات بسيطة كتبها بنفسه في إحدى رواياته تجسد حالة الصدمة التي أصابتهم لفقدان (العراب) أو الأب الروحي لجيل بأكمله:
وداعا أيها الغريب
كانت إقامتك قصيرة ، لكنها كانت رائعة.. عسي أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرا
وداعا أيها الغريب كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل.. قطرة من قطرات الندي قبل شروق الشمس.. لحنا سمعناه لثوان من الدغل.. ثم هززنا رؤوسنا و قلنا أننا توهمناه
وداعا أيها الغريب